02 Sep
02Sep

الأحد الرابع عشر من زمن العنصرة: مرتا ومريم 

قراءات اليوم

إنجيل القدّيس لوقا 42-38:10

فيمَا (كَانَ يَسوعُ وتلاميذهُ) سَائِرين، دَخَلَ يَسُوعُ إِحْدَى ٱلقُرَى، فٱسْتَقْبَلَتْهُ في بَيتِهَا ٱمْرَأَةٌ ٱسْمُها مَرْتا.

وَكانَ لِمَرْتَا أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَم. فَجَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَي ٱلرَّبِّ تَسْمَعُ كَلامَهُ.

أَمَّا مَرْتَا فَكانَتْ مُنْهَمِكَةً بِكَثْرَةِ ٱلخِدْمَة، فَجَاءَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبّ، أَمَا تُبَالي بِأَنَّ أُخْتِي تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُسَاعِدَنِي!».

فَأَجَابَ ٱلرَّبُّ وَقَالَ لَهَا: «مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين!

إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».



امرأتان تمثّلان صورتين مختلفتين عن حياتنا

تفهمون يا إخوتي على ما أظنّ، أنّ هاتين المرأتين الغاليتين على قلب الربّ تستحقّان حبّه وكلتاهما تلميذتاه. تمثّل هاتان المرأتان إذًا صورتين عن الحياة: حياة هذا العالم الحالي وحياة العالم الآخر، حياة العمل وحياة الراحة، الحياة في الهموم والحياة في القداسة، الحياة الزمنيّة والحياة الأبديّة.


فلنتأمّل مطوّلاً بهاتين الحياتين. فلنتأمّل ممّا هي مصنوعة هذه الحياة، لن أقول الحياة المستوجبة اللوم... أو حياة الفسق والفجور؛ كلاّ، سوف أتكلّم عن حياة العمل المحفوفة بالاختبارات والقلق والتجارب، عن هذه الحياة التي لا تحمل أيّ ذنب، عن حياة شبيهة بحياة مرتا... كان الشرُّ غائبًا عن هذا المنزل، عن مرتا ومريم على حدّ سواء. ولو كان موجودًا، لكان محاه قدوم الربّ إليه. عاشت فيه إذًا امرأتان، استقبلت كلتاهما الربّ، حياتان تستحقّان التقدير، مستقيمتان، الأولى مكرّسة للعمل فيما الأخرى للراحة... الأولى حياة عمل إنّما حياة خالية من التنازلات، وهي عثرات الحياة المكرّسة للعمل؛ والأخرى حياة مجرّدة من الكسل، وهي عثار الحياة المليئة بالترفيه. فنحن أمام حياتين، ونبع الحياة نفسه...


تمثّل حياة مرتا عالمنا نحن؛ أمّا حياة مريم، فهي الحياة التي ننتظرها. فلنعش هذه الحياة باستقامة لكي نحصل على الأخرى بكليّتها. فماذا نملك من هذه الحياة؟... في هذه اللحظة بالذات، نحن نعيش هذه الحياة، حياة مريم: بعيدًا عن الأعمال والهموم العائليّة، أنتم مجتمعون اليوم للإصغاء. فبتصرّفكم هذا أنتم تشبهون مريم. وهذا سهل بالنسبة إليكم، بينما أجد فيه أنا الصعوبة إذ إنّي أنا أتكلّم. إنّما ما أقوله الآن مصدره الربّ يسوع المسيح، وهذه التغذية إنّما هي من عند الرّب يسوع المسيح. لأنّه هو خبز الحياة المشترك، لذا أعيش أنا باتّحاد معكم.

#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.