14 Oct
14Oct

الأحد الخامس بعد عيد الصليب: مثل العذارى العشر 

قراءات اليوم

إنجيل القدّيس متّى 13-1:25

قالَ الربُّ يَسوع: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ عَشْرَ عَذَارَى أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وخَرَجْنَ إِلى لِقَاءِ العَريس،

خَمْسٌ مِنْهُنَّ جَاهِلات، وخَمْسٌ حَكِيمَات.

فَالجَاهِلاتُ أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ ولَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتًا.

أَمَّا الحَكِيْمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتًا في آنِيَةٍ مَعَ مَصَابِيْحِهِنَّ.

وأَبْطَأَ العَريسُ فَنَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ، ورَقَدْنَ.

وفي مُنْتَصَفِ اللَّيل، صَارَتِ الصَّيحَة: هُوَذَا العَريس! أُخْرُجُوا إِلى لِقَائِهِ!

حينَئِذٍ قَامَتْ أُولئِكَ العَذَارَى كُلُّهُنَّ، وزَيَّنَّ مَصَابِيحَهُنَّ.

فقَالَتِ الجَاهِلاتُ لِلحَكيمَات: أَعْطِينَنا مِنْ زَيتِكُنَّ، لأَنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئ.

فَأَجَابَتِ الحَكيمَاتُ وقُلْنَ: قَدْ لا يَكْفِينَا ويَكْفِيكُنَّ. إِذْهَبْنَ بِالأَحْرَى إِلى البَاعَةِ وٱبْتَعْنَ لَكُنَّ.

ولَمَّا ذَهَبْنَ لِيَبْتَعْنَ، جَاءَ العَريس، ودَخَلَتِ المُسْتَعِدَّاتُ إِلى العُرْس، وأُغْلِقَ البَاب.

وأَخيرًا جَاءَتِ العَذَارَى البَاقِيَاتُ وقُلْنَ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ، ٱفْتَحْ لَنَا!

فَأَجَابَ وقَال: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ، إِنِّي لا أَعْرِفُكُنَّ!

إِسْهَرُوا إِذًا، لأَنَّكُم لا تَعْلَمُونَ اليَوْمَ ولا السَّاعَة.



إنّ النفس الّتي تحبّ حقًّا الله والرّب يسوع المسيح، حتّى ولو أتمّت آلاف الأعمال الصالحة، تعتبر كأنها لم تفعل شيئًا، بسبب جوعها الّذي لا يُشبَع إلى لله. حتّى ولو أهرقت جسدها بالأصوام والسهر، تعتبر أنّها لم تبدأ بعد بالفضيلة. بالرغم من هبات الرُّوح القدس والوحي والأسرار السماويّة، تعتبر أنّها لم تفعل شيئًا، بسبب حبّها الكبير للربّ. هي دائمًا جائعة وعطشى، في الإيمان والحبّ. 


في مثابرتها على الصلاة، ترغب بلهفة وشوق في أسرار النعمة وفي اقتناء كلّ فضيلة. هي مجروحة بحبّ الرُّوح السماويّ، وممتلئة رغبةً حارّةً تجاه عريسها السماويّ، تتوق إلى نعمة الاتّحاد الكامل معه، الاتّحاد السريّ الّذي لا يوصف، في تقديس الرُّوح. تنتظر أن يسقط البرقع أمام من وجهها، لتستطيع عندها أن ترى عريسها وجهًا لوجه في النور الرُّوحانيّ الّذي لا يوصف، لتتّحد به بكلّ يقين، وتتحوّل على صورة موته. وفي رغبتها الكبيرة في الموت من أجل الرّب يسوع المسيح، تنتظر بكلّ ثقة أن تتحرّر من الخطيئة ومن كلّ ظلمات الأهواء. وإذ تكون هكذا مطهّرةً بالرُّوح، مقدّسة في جسدها وروحها...، تصبح مستحقّة لاستقبال الملك الحقيقيّ، الرّب يسوع المسيح بذاته.       

#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.