17 Nov
17Nov

أحد بشارة العذراء 


إنجيل القدّيس لوقا 38-26:1

وفي الشَّهْرِ السَّادِس (بعد بشارة زكريّا)، أُرْسِلَ المَلاكُ جِبْرَائِيلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِلى مَدِينَةٍ في الجَلِيلِ ٱسْمُهَا النَّاصِرَة،

إِلى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاودَ ٱسْمُهُ يُوسُف، وٱسْمُ العَذْرَاءِ مَرْيَم.

ولَمَّا دَخَلَ المَلاكُ إِلَيْهَا قَال: «أَلسَّلامُ عَلَيْكِ، يَا مَمْلُوءَةً نِعْمَة، أَلرَّبُّ مَعَكِ!».

فَٱضْطَربَتْ مَرْيَمُ لِكَلامِهِ، وأَخَذَتْ تُفَكِّرُ مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا السَّلام!

فقَالَ لَهَا المَلاك: «لا تَخَافِي، يَا مَرْيَم، لأَنَّكِ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ الله.

وهَا أَنْتِ تَحْمِلينَ، وتَلِدِينَ ٱبْنًا، وتُسَمِّينَهُ يَسُوع.

وهُوَ يَكُونُ عَظِيمًا، وٱبْنَ العَليِّ يُدْعَى، ويُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ عَرْشَ دَاوُدَ أَبِيه،

فَيَمْلِكُ عَلى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلى الأَبَد، ولا يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَة!».

فَقالَتْ مَرْيَمُ لِلمَلاك: «كَيْفَ يَكُونُ هذَا، وأَنَا لا أَعْرِفُ رَجُلاً؟».

فأَجَابَ المَلاكُ وقالَ لَهَا: «أَلرُّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وقُدْرَةُ العَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، ولِذلِكَ فٱلقُدُّوسُ ٱلمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ٱبْنَ ٱلله!

وهَا إِنَّ إِلِيصَابَاتَ نَسِيبَتَكِ، قَدْ حَمَلَتْ هيَ أَيْضًا بٱبْنٍ في شَيْخُوخَتِها. وهذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الَّتي تُدْعَى عَاقِرًا،

لأَنَّهُ لَيْسَ عَلَى ٱللهِ أَمْرٌ مُسْتَحِيل!».

فقَالَتْ مَرْيَم: «هَا أَنا أَمَةُ الرَّبّ، فَلْيَكُنْ لِي بِحَسَبِ قَوْلِكَ!». وٱنْصَرَفَ مِنْ عِنْدِها المَلاك.


مريم، "الممتلئة نعمة" في الحبل بها بلا دنس

"افَرحي، أَيَّتُها المُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ". ما الذي يمكن أن يكون أعظم من هذا الفرح، أيّتها الأمّ العذراء؟ ما الذي يمكن أن يكون فوق هذه النعمة التي كنت الوحيدة التي حصلت عليها بالمشاركة من قبل الله؟ أيّ أمر أكثر فرحًا وإشعاعًا يمكن تصوّره؟ يبقى كلّ شيء بعيدًا جدًّا عن روائعك؛ كلّ شيء هو أقلّ من نعمتك. إنّ أكثر الامتيازات ضمانةً تحتلّ المرتبة الثانية وتملك وهجًا أقلّ بكثير.


"الربّ معك". من يجرؤ على منافستك في هذا المجال؟ وُلد الله منك. مَن يمكن ألاّ يقدّم لك مكانه فورًا ليترك لك بفرح المقام الأوّل والسمو؟ لذا، عندما أتأمّلك، جالسة فوق جميع المخلوقات، أسبّحكِ بصوت عالٍ: "افَرحي، أَيَّتُها المُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ". إنّ الفرح المنبعث منكِ، ليس ممنوحًا للبشر فقط، لكن أيضًا لجميع القوّات الملائكيّة في السماء...


الله نفسه سكن جسديًّا في أحشائك؛ وقد خرج منها كالعريس (مز19[18]: 6) ليحمل إلى جميع البشر الفرح والنور الإلهيّين. فيكِ، أيّتها العذراء، كما في سماء صافية ومشعّة، "أقام الله مقرّه" (مز76[75]: 3). "منك، اندفع كالعريس الخارج من خدره"؛ "وكالجبَّارِ المُبتهجِ في عَدْوِه"، سيعيش مسيرة حياته التي ستحمل الخلاص لجميع الأحياء. "مِن أَقاصي السَّماءَ خُروجُها وإِلى أَقاصيها مَدارُها" كالشمس (مز19[18]: 6 + 7)، سيملأ كلّ الأشياء من حبّه الإلهي ومن نوره المُحيي.

#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.