17 Feb
17Feb

أحد مدخل الصوم الكبير : أحد آية عرس قانا 


إنجيل القدّيس يوحنّا 11-1:2

في اليَوْمِ الثَّالِث، كَانَ عُرْسٌ في قَانَا الجَلِيل، وكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاك.

ودُعِيَ أَيْضًا يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى العُرْس.

ونَفَدَ الخَمْر، فَقَالَتْ لِيَسُوعَ أُمُّهُ: «لَيْسَ لَدَيْهِم خَمْر».

فَقَالَ لَهَا يَسُوع: «مَا لِي ولَكِ، يَا ٱمْرَأَة؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْد!».

فقَالَتْ أُمُّهُ لِلْخَدَم: «مَهْمَا يَقُلْ لَكُم فَٱفْعَلُوه!».

وكَانَ هُنَاكَ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حَجَر، مُعَدَّةٌ لِتَطْهيِر اليَهُود، يَسَعُ كُلٌّ مِنْهَا مِنْ ثَمَانِينَ إِلى مِئَةٍ وعِشْرينَ لِيترًا،

فقَالَ يَسُوعُ لِلْخَدَم: «إِملأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلأُوهَا إِلى فَوْق.

قَالَ لَهُم: «إِسْتَقُوا الآنَ، وقَدِّمُوا لِرَئِيسِ الوَلِيمَة». فَقَدَّمُوا.

وذَاقَ الرَّئِيسُ المَاءَ، الَّذي صَارَ خَمْرًا - وكانَ لا يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ، والخَدَمُ الَّذينَ ٱسْتَقَوا يَعْلَمُون - فَدَعَا إِلَيْهِ العَرِيسَ

وقَالَ لَهُ: «كُلُّ إِنْسَانٍ يُقَدِّمُ الخَمْرَ الجَيِّدَ أَوَّلاً، حَتَّى إِذَا سَكِرَ المَدعُوُّون، قَدَّمَ الأَقَلَّ جُودَة، أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الخَمْرَ الجَيِّدَ إِلى الآن!».

تِلْكَ كَانَتْ أُولَى آيَاتِ يَسُوع، صَنَعَهَا في قَانَا الجَلِيل، فَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، وآمَنَ بِهِ تَلامِيذُهُ.




القدّيس أفرام السريانيّ (نحو 306 - 373)، شمّاس في سوريا وملفان الكنيسة

شرح للدِياطِسّرون، 12، § 1-2

«أَمَّا أَنتَ فحَفِظتَ الخَمرَةَ الجَيِّدَةَ إِلى الآن»

عندما كان في الصحراء، قام ربّنا بتكثير الخبز؛ وفي قانا، حوّل الماء إلى خمر. بذلك، جعل أفواه البشر تعتاد على خبزه وخمره إلى أن أعطاهم جسده ودمه. لقد جعلهم يتذوّقون خمرًا وخبزًا انتقاليَّين، لينمّي في داخلهم التوق إلى جسده وإلى دمه المُحييَين... بهذه الأمور الجميلة، جذبَنا إلى القصر لكي يصلَ بنا إلى ما يُحيي أنفسنا بشكل كليّ. لقد خبّأ النقاوة في الخمر الذي صنعَه، ليُظهر للمدعوّين أهميّة الثروة المخبّأة في دمه المُحيي.


كإشارة أولى، قدّم خمرًا مُفرِحًا للمدعوّين، لكي يُظهر أنّ دمه سيُفرِح جميع الأمم. وإن كان الخمر جزءًا من كافّة أفراح هذه الأرض، فإنّ كلّ أعمال الخلاص متعلّقة بسرّ دم الرّب. لقد أعطى للمدعوّين في قانا خمرًا جيّدة بدّلت أنفسهم، لكي يعلموا بأنّ تعاليمه من شأنها أن تبدّل قلوبهم.


فالخمر الذي لم يكن في البداية إلاّ ماءً قد قام الرّب تحويله داخل الأجران ليكون رمزًا لأولى وصاياه بالتوق إلى الكمال. فالماء الذي تحوّل هو رمز الشريعة التي قادها الرب إلى الكمال. لقد شرب المدعوّون إلى العرس ما كان في البدء ماءً لكن من دون أن يتذوّقوا هذا الماء. ويحصل الأمر نفسه عندما نسمع الوصايا القديمة، فنحن نتذوّقها بطعمها الجديد لا القديم.

#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.