16 Mar
16Mar

الأحد الخامس من الصوم الكبير : أحد شفاء المخلّع 


إنجيل القدّيس مرقس 12-1:2

عَادَ يَسُوعُ إِلى كَفَرْنَاحُوم. وسَمِعَ النَّاسُ أَنَّهُ في البَيْت.

فتَجَمَّعَ عَدَدٌ كَبيرٌ مِنْهُم حَتَّى غَصَّ بِهِمِ المَكَان، ولَمْ يَبْقَ مَوْضِعٌ لأَحَدٍ ولا عِنْدَ البَاب. وكانَ يُخَاطِبُهُم بِكَلِمَةِ الله.

فأَتَوْهُ بِمُخَلَّعٍ يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةُ رِجَال.

وبِسَبَبِ الجَمْعِ لَمْ يَسْتَطِيعُوا الوُصُولَ بِهِ إِلى يَسُوع، فكَشَفُوا السَّقْفَ فَوْقَ يَسُوع، ونَبَشُوه، ودَلَّوا الفِرَاشَ الَّذي كانَ المُخَلَّعُ مَطْرُوحًا عَلَيْه.

ورَأَى يَسُوعُ إِيْمَانَهُم، فقَالَ لِلْمُخَلَّع: «يَا ٱبْني، مَغْفُورَةٌ لَكَ خطَايَاك!».

وكانَ بَعْضُ الكَتَبَةِ جَالِسِينَ هُنَاكَ يُفَكِّرُونَ في قُلُوبِهِم:

لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هذَا الرَّجُلُ هكَذَا؟ إِنَّهُ يُجَدِّف! مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ الخَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟.

وفي الحَالِ عَرَفَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُم يُفَكِّرُونَ هكَذَا في أَنْفُسِهِم فَقَالَ لَهُم: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهذَا في قُلُوبِكُم؟

ما هُوَ الأَسْهَل؟ أَنْ يُقَالَ لِلْمُخَلَّع: مَغْفُورَةٌ لَكَ خطَايَاك؟ أَمْ أَنْ يُقَال: قُمْ وَٱحْمِلْ فِرَاشَكَ وَٱمْشِ؟

ولِكَي تَعْلَمُوا أَنَّ لٱبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا أَنْ يَغْفِرَ الخَطَايَا عَلَى الأَرْض»، قالَ لِلْمُخَلَّع:

لَكَ أَقُول: قُم، إِحْمِلْ فِرَاشَكَ، وٱذْهَبْ إِلى بَيْتِكَ!.

فقَامَ في الحَالِ وحَمَلَ فِرَاشَهُ، وخَرَجَ أَمامَ الجَمِيع، حَتَّى دَهِشُوا كُلُّهُم ومَجَّدُوا اللهَ قَائِلين: «مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هذَا البَتَّة!».



القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة

أحاديث عن المزامير، المزمور 37[36]

«فأَتَوه بمُقعَدٍ يَحمِلُه أَربَعَةُ رِجال»

ألا يمكننا أن نرفع الشخص الّذي تخور قواه الداخليّة أمام كلّ صلاح مثل المقعد في الإنجيل، ونفتح له سقف الكتب المقدّسة لننزله عند أقدام الربّ؟


ترون جيّدًا أنّ هذا الرجل هو مُقعد على المستوى الروحي. وأنا أرى هذا السقف (الكتب المقدّسة) وأعرف أنّ الرّب يسوع المسيح محتجب تحت هذا السقف. سأبذل كلّ ما باستطاعتي للقيام بما استحسنه الربّ عند أولئك الّذين كشفوا سقف البيت وأنزلوا المقعد إلى أقدامه. فقد قال له: "يا بُنَيَّ، غُفِرَت لكَ خَطاياك". فشفى الرّب يسوع هذا الرجل من الشلل الداخلي: لقد غفر له خطاياه وشدّد ايمانه.


لكن كان هناك أشخاص لم تكن عيونهم قادرة على شفاء الإعاقة الداخليّة. فخالوا الطبيب الذي شفاه مجدّفًا. "ما بالُ هذا الرَّجُلِ يَتَكَلَّمُ بِذلك؟ إِنَّه لَيُجَدِّف. فمَن يَقدِرُ أَن يَغفِرَ الخَطايا إِلاَّ اللهُ وَحدَه؟" لكن بما أنّ هذا الطبيب كان الله، فقد سمع أفكار قلوبهم. كانوا يؤمنون بأنّ الله يملك هذه القدرة، لكنّهم لم يروا أنّ الله حاضر فيما بينهم. لذا، عمل هذا الطبيب أيضًا على جسد المقعد ليشفي الشلل الداخليّ عند أولئك الّذين كانوا يتكلّمون هكذا. فقام بأمر يمكنهم أن يروه لكي يؤمنوا هم أيضًا.


فتشجّعْ إذًا، أنتَ أيضًا يا صاحب القلب الضعيف، أنتَ المريض إلى حدّ أنّك تعجز عن كلّ صلاح في وجه ما يحصل في العالم. تشجّعْ، أنتَ المشلول داخليًّا! فلنكشف معًا سقف الكتب المقدّسة لننزل عند أقدام الربّ.


#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.