23 Jun
23Jun

الأحد الخامس من زمن العنصرة: دعوة الرسل 


إنجيل القدّيس متّى 7-1:10

دَعَا يَسُوعُ تَلامِيْذَهُ الٱثْنَي عَشَر، فَأَعْطَاهُم سُلْطَانًا يَطْرُدُونَ بِهِ الأَرْوَاحَ النَّجِسَة، ويَشْفُونَ الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة.

وهذِهِ أَسْمَاءُ الرُّسُلِ ٱلٱثْنَيْ عَشَر: أَلأَوَّلُ سِمْعَانُ الَّذي يُدْعَى بُطْرُس، وأَنْدرَاوُسُ أَخُوه، ويَعْقُوبُ بنُ زَبَدَى، ويُوحَنَّا أَخُوه،

وفِيْلِبُّسُ وبَرْتُلْمَاوُس، وتُومَا ومَتَّى العَشَّار، ويَعْقُوبُ بنُ حَلْفَى وتَدَّاوُس،

وسِمْعَانُ الغَيُورُ ويَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذي أَسْلَمَ يَسُوع.

هؤُلاءِ الٱثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُم يَسُوع، وقَدْ أَوْصَاهُم قَائِلاً: «لا تَسْلُكُوا طَرِيقًا إِلى الوَثَنِيِّين، ولا تَدْخُلُوا مَدِيْنَةً لِلسَّامِرِيِّين،

بَلِ ٱذْهَبُوا بِالحَرِيِّ إِلى الخِرَافِ الضَّالَّةِ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيل.

وفِيمَا أَنْتُم ذَاهِبُون، نَادُوا قَائِلين: لَقَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَات.


القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة

العظة 311

«فَأَقامَ مِنهُمُ ٱثنَي عَشَرَ يَصحَبونَهُ، فَيُرسِلُهم يُبَشِّرون» (مر 3: 20)

كان الرُّسل أوّل مَن شاهدوا الربّ يسوع معلّقًا على الصليب، فبكوا موته، ثمّ انتابهم هلع شديد من هالة قيامته، ولكن سرعان ما غمرتهم محبّة شديدة إثر تجلّي قوّته، فلم يتردّدوا ولو للحظة بأن يهرقوا دماءهم ليشهدوا للحقّ الذي رأوه بأمّ أعينهم.


فكّروا يا إخوتي، بما طُلب من الرُّسل: أن يذهبوا إلى أقاصي الأرض ليبشّروا بأنّ رجلاً ميتًا قد قام من بين الأموات وصعد إلى السماوات، وأن يتعرّضوا لشتّى أنواع العذابات إثر شهادتهم للحقيقة أمام عالم لا يكترث للحقّ: الحرمان، والنفي، والتكبيل بالسلاسل، والتعذيب الجسدي، والحرق، والتعرّض لهجوم الحيوانات الشرسة، والصلب، وأخيرًا الموت. هل كان هذا كلّه في سبيل المجهول؟


هل مات بطرس لمجده الخاصّ؟ وهل بشّر لمنفعته الخاصّة؟ مات هو، ليُمجّد شخص آخر. قُتل هو، فَعَبَدَ الناس آخر. وحدها شعلة المحبّة المتّقدة والإيمان بالحقيقة قادرة أن تشرح جرأة بهذا الحجم! مَن بشّروا به قد رأوه، فنحن لا نموت في سبيل حقيقة لسنا متأكّدين منها. أو هل كان عليهم نفي ما رأوه؟ ولكنّهم لم ينفوا: فقد بشّروا بهذا المائت وهم يعرفون بأنّه حيّ أبدًا، وعرفوا في سبيل أيّ حياة يزهدون بحياة الأرض، وفي سبيل أي سعادة يتحمّلون العذابات العابرة، ومن أجل أي مكافأة لا يكترثون بهول المعاناة. يا لهذا الإيمان، فهو أكبر من العالم بأسره!


#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.