19 Oct
19Oct


إنجيل القدّيس لوقا 21-13:12

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، قالَ لِيَسوعَ رَجُلٌ مِنَ ٱلجَمع: «يا مُعَلِّم، مُر أَخي بِأَن يُقاسِمَني ٱلميراث».

فَقالَ لَهُ: «يا رَجُل، مَن أَقامَني عَلَيكُم قاضِيًا أَو قَسّامًا؟»

ثُمَّ قالَ لَهُم: «تَبَصَّروا وَٱحذَروا كُلَّ طَمَع، لِأَنَّ حَياةَ ٱلمَرءِ، وَإِنِ ٱغتَنى، لا تَأتيهِ مِن أَموالِهِ».

ثُمَّ ضَرَبَ لَهُم مَثَلًا، وَقال: «رَجُلٌ غَنِيٌّ أَخصَبَت أَرضُهُ.

فَقالَ في نَفسِهِ: ماذا أَعمَل؟ فَلَيسَ عِندي مَوضِعٌ أَخزُنُ فيهِ غِلالي.

ثُمَّ قال: أَعمَلُ هَذا: أَهدِمُ أَهرائي وَأَبني أَكبَرَ مِنها، فَأَخزُنُ فيها جَميعَ قَمحي وَأَرزاقي.

وَأَقولُ لِنَفسي: يا نَفسِ، لَكِ أَرزاقٌ وافِرَةٌ تَكفيكِ مَؤونَةَ سِنينَ كَثيرَة، فَٱستَريحي وَكُلي وَٱشرَبي وَتَنَعَّمي.

فَقالَ لَهُ ٱلله: يا غَبِيّ، في هَذِهِ ٱللَّيلَةِ تُستَرَدُّ نَفسُكَ مِنكَ، فَلِمَن يَكونُ ما أَعدَدتَهُ؟

فَهَكَذا يَكونُ مَصيرُ مَن يَكنِزُ لِنَفسِهِ وَلا يَغتَني عِندَ ٱلله».


القدّيس باسيليوس (نحو 330 - 379)، راهب وأسقف قيصريّة قبّدوقية، ملفان الكنيسة

العظة 6، عن الغنى

«ماذا أَعمَل ؟ فلَيسَ لي ما أَخزُنُ فيه غِلالي»

"ماذا أعمل؟" الجواب المُفترض حاضر: "سأشبع النفوس الجائعة وأفتح أهرائي وأدعو كلّ مَن يعانون العوز... سأُسمِعُ الناس كلمة سخيّة: أنتم يا مَن تفتقرون إلى الخبز، تعالوا إليّ؛ كلّ حسب حاجاته، خذوا حصّتكم من الهبات الممنوحة من الله والتي تتدفّق كما لو كانت ينبوعًا يشرب منه الجميع". غير أنّك كنت بعيدًا عن كلّ ذلك، أيّها الرجل الغنيّ الجاهل! لماذا؟ لأنّك تشعر بالحسد من رؤية الآخرين يستمتعون بالثروات، انغمست في القيام بحسابات بائسة، وقلقت بشأن كيفيّة جمع كلّ شيء وحرمان كلّ الآخرين من الميزات التي كان من الممكن أن يحقّقوها من دون أن تقلق بشأن كيفيّة توزيع ما هو ضروريّ لكلّ شخص...


وأنتم يا إخوتي، احذروا من مواجهة المصير نفسه الذي واجهه هذا الرَّجل! فإذا كان الكتاب قد قدّم لنا هذا المثال، فذلك فقط لكي نتفادى التصرّف على هذا النحو. تمثّلوا بالأرض: فعلى مثالها، اِحمِل الثِّمار ولا تكن أسوأ منها، هي التي لا تملك نفسًا. إنّها تعطي ثمارًا لا للذّتها الخاصّة ولكن لتخدمك أنت. على عكس ذلك، كلّ ثمار الإحسان التي تظهرها، أنت تقطفها لنفسك، لأنّ النِّعم التي تولّدها الأعمال الحسنة تعود إلى مَن يوزّعونها. أنت أعطيت للجائع وما أعطيته يبقى لك، حتّى إنّه يعطى لك ويزاد. كما أنّ حبّة القمح التي تقع في الأرض تفيد الشخص الذي زرعها، سيعود الخبز المقدّم إلى الجائع بمنفعة وافرة عليك لاحقًا. بذلك تكون نهاية الحصاد بالنسبة إليك بداية الزَّرع في السماء.


#شربل سكران بالله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.