01 Nov
01Nov

إنجيل القدّيس متّى 22-15:22

ذَهَبَ الفَرِّيسِيُّونَ فتَشَاوَرُوا لِكَي يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَة.

ثُمَّ أَرْسَلُوا إِلَيْهِ تَلامِيذَهُم مَعَ الهِيرُودُوسِيِّينَ قَائِلين: «يَا مُعَلِّم، نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِق، وأَنَّكَ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللهِ بِالحَقّ، ولا تُبَالِي بِأَحَد، لأَنَّكَ لا تُحَابِي وُجُوهَ النَّاس.

فَقُلْ لَنَا: مَا رَأْيُكَ؟ هَلْ يَجُوزُ أَنْ نُؤَدِّيَ الجِزْيَةَ إِلى قَيْصَرَ أَم لا؟».

وعَرَفَ يَسُوعُ مَكْرَهُم فَقَال: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونِي، يَا مُراؤُون؟

أَرُونِي نُقُودَ الجِزْيَة». فَقَدَّمُوا لَهُ دِيْنَارًا.

فَقَالَ لَهُم: «لِمَنْ هذِهِ الصُّورَةُ والكِتَابَة؟».

قَالُوا لَهُ: «لِقَيْصَر». حَينَئِذٍ قَالَ لَهُم: «أَدُّوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ إِلى قَيْصَرَ ومَا للهِ إِلى الله».

فَلَمَّا سَمِعُوا تَعَجَّبُوا وتَرَكُوهُ وَمَضَوا.

القدّيس بطرس خريزولوغُس (نحو 406 - 450)، أسقف رافينا وملفان الكنيسة

العظة 148

«لِمَنِ ٱلصّورَةُ هَذِهِ وَٱلكِتابَة؟»

أيّها الإنسان، لماذا أنت محُتَقَرٌ هكذا بنظر نفسك، في حين أنّك ثمين بنظر الربّ؟ لماذا تُذِلُّ نفسك في حين أنّ الربّ كرَّمك كثيرًا؟ لماذا تسأل نفسك مِمَّ خُلِقتَ، بينما تُهمِل البحث عن الهَدف مِن خَلِقك؟ ألم يُبنى هذا البيت، الذي هو العالم الذي تراه، بكامله من أجلك؟ ومن أجلك انبثق النور، لكي يطرد الظلمات؛ مِنْ أجْلِكَ "صَنعَ اللهُ النَّيِّرَينِ العَظيمَين: النَّيِّرَ الأَكَبَرَ لِحُكمِ النَّهار والنَّيِّرَ الأَصغَرَ لِحُكْمِ اللَّيل" (تك 1: 16)؛ من أجلك تلمع السماء بوهج الشمس والقمر والنجوم؛ من أجلك تكتسي الأرض بالزهور والغابات والثمار؛ من أجلك تعيش في الهواء وفي الحقول والمياه تلك الكثرة الرائعة من جميع الحيوانات، خوفًا من أن يُظلِم الحزن والوحدة فرح الخليقة الناشئة. لقد "جَبَلَك الرَّبُّ الإِلهُ... تُرابًا مِنَ الأَرض" (تك 2: 7) لكي تكون السيّد على شؤون هذه الأرض، وتتشارك معها الطبيعة المشتركة. ومع ذلك، بالرغم من انتمائك إلى الأرض، لم يحرمك الربّ من سموّ السماء، عندما وهبك الرُّوح. كي يكون لك الذكاء مشتركًا مع الله، والجسد مشتركًا مع الحيوانات، وهبك الله نفسًا سماويّة وجسدًا أرضيًّا؛ وهكذا يرتبط في داخلك اتحاد دائم بين السماء والأرض. وما يزال خالقك يبحث عمّا يمكنه أن يزيد في ترقيتك: وها هو قد وصل إلى حدّ أن أودع فيك صورته (راجع تك 1: 26)، لكي تجعل هذه الصورة المرئيّة الخالق غير المرئيّ حاضرًا على الأرض... فإن كانت الأمور هكذا، كيف يمكن اعتبار وصمة عار أنّ الله، في طيبته، يستقبل في ذاته ما خلقه فيك، وأنّه يريد أن يظهر في الواقع بمظهر الإنسان؟ ... لقد حملت العذراء وولدت ابنًا (راجع متّ 1: 23-25).


#شربل سكران بالله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.