27 Nov
27Nov


إنجيل القدّيس متّى 58-54:13

أَتَى يَسوعُ إِلى النَّاصِرَةَِ بَلْدَتِهِ، فَأَخَذَ يُعَلِّمُ في مَجْمَعِهِم حَتَّى بُهِتُوا وقَالُوا: «مِنْ أَيْنَ لَهُ هذِهِ الحِكْمَةُ وهذِهِ الأَعْمَالُ القَدِيْرَة؟

أَلَيْسَ هذَا ٱبْنَ النَّجَّار؟ أَلا تُدْعَى أُمُّهُ مَرْيَم، وإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ ويُوسِي، وسِمْعَانَ ويَهُوذَا؟

أَلَيْسَتْ جَمِيْعُ أَخَوَاتِهِ عِنْدَنَا؟ فَمِنْ أَيْنَ لَهُ كُلُّ هذَا؟».

وكَانُوا يَشُكُّونَ فِيه. أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهُم: «لا يَكُونُ نَبِيٌّ بِلا كَرَامَةٍ إِلاَّ في بَلْدَتِهِ وفي بَيْتِهِ».

ولَمْ يَصْنَعْ هُنَاكَ أَعْمَالاً قَدِيْرَةً كَثِيْرَةً لِعَدَمِ إِيْمَانِهِم بِهِ.


القدّيس بونافَنتورا (1221 - 1274)، راهب فرنسيسيّ وملفان الكنيسة

تأمل حول حياة الرّب يسوع المسيح

«مِن أَينَ له هذا؟ ... أَلَيسَ هذا النَّجَّارَ ابنَ مَريَم؟» (مر 6: 2-3)

عندما رجع الرّب يسوع المسيح من الهيكل ومن أورشليم إلى الناصرة مع أهله، مكث معهما هناك حتى بلغ سنّ الثلاثين "وكانَ طائِعاً لَهُما" (لو 2: 51). لا نجد في الكتب شيئًا مذكورًا عن أعمال الرّب يسوع المسيح في تلك الآونة، وهذا يدعونا للتعجّب... لكن انتبه وستدرك أنّه رغم أنه لم يفعل شيئاً، فإنّه قد فعل العجائب. والواقع أنّ كلّ فعل صدر عنه كان يظهر سرّه. وكما تصرّف بفعل قوّة عظيمة، كذلك سكت بفعل قوّة عظيمة وبقيَ في المعتزل والظلال بفعل هذه القوّة. إن معلمنا الكليّ القدرة، الذي سيرشدنا في طرق الحياة، بدأ منذ أن كان صغيرًا بأعمال قويّة ولكن بطريقة غريبة، غير مسبوقة ومذهلة بطريقة أظهرته للبشر كشخصٍ جاهلٍ وعديم الجدوى...


لقد واظب على العيش بتلك الطّريقة ليحكم عليه البشر كشخص دون المستوى؛ وهذا ما قصده النبيّ بقوله: " أَمَّا أَنا فدودَةٌ لا إِنْسان عارٌ عِندَ البَشَرِ ورَذالةٌ في الشَّعْب" (مز22[21]: 7). هل فهمتم إذاً ما كان يفعله بعدم فعله أي شيء؟ لقد جعل نفسه وضيعًا...؛ أتعتقدون أن هذا شيء يُستهان به؟ وهذا بالتأكيد ما نحتاجه نحن وليس هو. أنا لم أعرف شيئًا أصعب وأكبر من هذا. وبدا لي كأنّه وصل إلى أعلى درجات السموّ حيث أنّه، من كلّ قلبه ومن دون خداع، لم يبحث إلا عن جعل نفسه وضيعًا وألا يُحسب له حساب وأن يعيش في الازدراء التام. وهذا انتصارٌ أعظم من السيطرة على مدينة ما.


#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.