فيمَا كَانَ يَسُوعُ مَاشِيًا عَلى شَاطِئِ بَحْرِ الجَلِيل، رَأَى أَخَوَيْن، سِمْعَانَ الَّذي يُدْعَى بُطْرُس، وأَنْدرَاوُسَ أَخَاه، وهُمَا يُلْقِيَانِ الشَّبَكَةَ في البَحْر، لأَنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْن.
فقَالَ لَهُمَا: «إِتْبَعَانِي فَأَجْعَلَكُمَا صَيَّادَيْنِ لِلنَّاس».
فتَرَكَا الشِّبَاكَ حَالاً، وتَبِعَاه.
ولَمَّا جَازَ مِنْ هُنَاك، رَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْن، يَعْقُوبَ بْنَ زَبَدَى، ويُوحَنَّا أَخَاه، في السَّفِينَةِ مَعَ زَبَدَى أَبِيهِمَا، وهُمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا، فَدَعَاهُمَا.
فَتَرَكا حَالاً ٱلسَّفِينَةَ وأَبَاهُمَا، وتَبِعَاه.
وكانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الجَلِيل، يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهم، ويَكْرِزُ بإِنْجِيلِ المَلَكُوت، ويَشْفِي الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة.
المقابلة العامّة بتاريخ 14 حزيران 2006
يروي التقليد عن أندراوس أنّه استُشهد مصلوبًا بعد أن كابد العذاب في باتراس. لكنّه طلب، على غرار أخيه بطرس، أن يُصلب على صليب مختلف عن صليب الرّب يسوع. الخشبتان كانتا متقاطعتين ومنحنيتين في العرض (كحرف الـ X)، ولذلك عُرف هذا الصليب بـ"صليب القدّيس أندراوس".هذا ما يُعتقَد أنّ الرسول قاله في تلك المناسبة، وفق قصّة قديمة: "أُحيّيكَ يا صليبًا دشّنه جسد الرّب يسوع المسيح وأضحى حُلَّة أعضائه كما لو كانت أحجارًا كريمة. فقبل أن يصلب الربّ عليك، كنتَ توحي بخوف أرضي. أمّا الآن، وأنت مُزَوّد بحبٍّ سماوي، فإنّك قد غدوت عطيَّة. فيدرك المؤمنون الفرح الذي تملكه والهدايا التي أعدَدتها. بكلَّ ثقة وفرح، آتي إليك حتّى تستقبلَني بدورك، وأنا متهلِّل على مثال الذي عُلِّقَ عليك... يا صليب المجد، أنت الذي اكتسيتَ بجلالة أعضاء الربّ وجمالها... خذني واحملني بعيدًا عن البشر وأعدني لمعلّمي حتّى يستقبلني، بواسطتك، مَن افتداني. أحيّيكَ أيّها الصليب، أحيّيك حقًّا!"من الواضح أنّنا نجد هنا روحانيّة مسيحيّة عميقة جدًّا، لا ترى في الصليب أداة تعذيب بل بالعكس فهي ترى فيه وسيلة لا مثيل لها للإقتداء بالفادي اقتداءًا كاملاً بحبّة الحِنطَةِ التي تَقَعُ في الأَرض (راجع يو 12: 24). يجدر بنا أن نتلقّن درسًا في غاية الأهميّة: تكتسب صلباننا قيمة إذا اعتُبرت ورُحّبَ بها بصفتها جزءًا من صليب الرّب يسوع المسيح ما دامت تعكس نوره. لن تتكرّم آلامنا ولن تحظى بمعناها الحقيقي إلاّ من خلال هذا الصليب.
#شربل سكران بالله