07 Feb
07Feb

 

إنجيل القدّيس يوحنّا 30-23:12

قالَ الرَبُّ يَسُوع: «لَقَدْ حَانَتِ السَّاعَةُ لِكَي يُمَجَّدَ ٱبْنُ الإِنْسَان.

أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير.

مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ يُبْغِضُهَا في هذَا العَالَمِ يَحْفَظُهَا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة.

مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي. مَنْ يَخْدُمْنِي يُكَرِّمْهُ الآب.

نَفْسِي الآنَ مُضْطَرِبَة، فَمَاذَا أَقُول؟ يَا أَبَتِ، نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَة؟ ولكِنْ مِنْ أَجْلِ هذَا بَلَغْتُ إِلى هذِهِ السَّاعَة!

يَا أَبَتِ، مَجِّدِ ٱسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «قَدْ مَجَّدْتُ، وسَأُمَجِّد».

وسَمِعَ الجَمْعُ الحَاضِرُ فَقَالُوا: «إِنَّهُ رَعد». وقَالَ آخَرُون: «إِنَّ مَلاكًا خَاطَبَهُ».

أَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «مَا كَانَ هذَا الصَّوْتُ مِنْ أَجْلِي، بَلْ مِنْ أَجْلِكُم.

البطريرك المارونيّ مار نصر الله بطرس صفير

"في مار مارون... المارونيّة ولبنان"، الرقم 5

مار مارون مغامر روحيّ رائد

إنّ المرحلة التاريخيّة التي عاش فيها مار مارون في شمال سوريا وقبله القدّيس أنطونيوس الكبير في مصر، والواقعة ما بين القرنين الثالث والخامس، هي مرحلة تحوّلات كبرى في مسار الكنيسة إذ أصبحت المسيحيّة ديانة الأمبراطوريّتين الرومانيّة والبيزنطيّة في الغرب وفي الشرق. يومها، انبلج "تاريخ أصفياء الله"، "وكان مارون أوّل من غرس حديقة النسك في المنطقة" عبر مغامرة روحيّة رياديّة أطلقها القدّيس أنطونيوس وجسّدها القدّيس مارون ومؤدّاها: أنّ نفوسًا مؤمنة وجدت أنّها غير قادرة على إدراك الكمال داخل المجتمع: إمّا لأنّه وثنيّ، وإمّا لأنّه مسيحيّ بالمظهر فقط، ولهذا قرّروا ترك العالم لكي يلاقوا الله مباشرةً وعاموديًّا، وفي العراء. وهذا هو المعنى الحقيقيّ للتجربة النسكيّة والديريّة التي انتشرت آنذاك وشكّلت طوال قرون، النموذج الأهمّ للحياة المكرّسة. ... وعمد تيّار الحبساء إلى تجسيد القداسة المسيحيّة بفضل حفنة من المختارين والأصفياء القادرين والمتحمِّسين على حمل الرسالة الإنجيليّة في صفائها الأوّل. فأصبح الناسك أو الراهب العائش في الزهد والتقشّف والحامل حرارة الإيمان بالله شأن مار مارون، هو المدافع لا عن حقوق الكنيسة وإبراز تفوّق الإيمان المسيحيّ فحسب، بل المؤكّد على أنّ الشخص البشريّ الّذي من أجله تجسّد الله إنسانًا بشخص يسوع المسيح هو حامل لقيم أكثر أهمّيّة حتّى من الحياة نفسها.


#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.