13 Mar
13Mar


إنجيل القدّيس مرقس 41-33:4

كانَ يَسُوعُ يُخَاطِبُ الجُمُوعَ بِكَلِمَةِ الله، في أَمْثَالٍ كَثِيرَةٍ كَهذِهِ، عَلَى قَدْرِ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَسْمَعُوا.

وبِدُونِ مَثَلٍ لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُم. لكِنَّهُ كانَ يُفَسِّرُ كُلَّ شَيءٍ لِتَلامِيذِهِ عَلَى ٱنْفِرَاد.

وفي مَسَاءِ ذلِكَ اليَوْم، قالَ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ: «لِنَعْبُرْ إِلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى».

فتَرَكَ التَّلامِيذُ الجَمْعَ، وأَخَذُوا يَسُوعَ مَعَهُم في السَّفِينَة، وكَانَتْ سُفُنٌ أُخْرَى تَتْبَعُهُ.

وهَبَّتْ عَاصِفَةُ ريحٍ شَدِيدَة، فٱنْدَفَعَتِ الأَمْواجُ عَلى السَّفينَة، حَتَّى أَوْشَكَتِ السَّفِينَةُ أَنْ تَمْتَلِئ.

وكانَ يَسُوعُ نَائِمًا عَلى الوِسَادَةِ في مُؤَخَّرِ السَّفينَة، فَأَيْقَظُوهُ وقَالُوا لَهُ: «يا مُعَلِّم، أَلا تُبَالي؟ فنَحْنُ نَهْلِك!».

فقَامَ وزَجَرَ الرِّيحَ وقَالَ لِلْبَحْر: «أُسْكُتْ! إِهْدَأْ!». فسَكَنَتِ الرِّيحُ، وحَدَثَ هُدُوءٌ عَظِيم.

ثُمَّ قالَ لِتَلاميذِهِ: «لِمَاذَا أَنْتُم خائِفُونَ هكَذا؟ كَيْفَ لا تُؤْمِنُون؟».

فخَافُوا خَوْفًا عظيمًا، وقَالُوا بَعْضُهُم لِبَعْض: «مَنْ هُوَ هذا، حَتَّى يُطِيعَهُ البَحْرُ نَفْسُهُ والرِّيح؟».

القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة

العظة 63

عندما تَتضارَبكم الرياح والأمواج

سأتشاركُ معكم، بنعمة الربّ، بإنجيل اليوم. كما أنّي أيضًا، بعون الله، سأحُضُّكم على عدم ترك الإيمان ينام في قلوبكم في وسط عواصف وصخب هذا العالم. لقد كان لدى الربّ يسوع السلطان على النوم كما على الموت، وفيما كانوا يُبحِرون في البحيرة، لم يَستسلمْ الكلّي القدرة إلى النوم بدون إرادته. فإن كنتم تَعتبرونَه يَفتَقدُ إلى هذه السيطرة، فهذا يعني أنّ الرّب يسوع المسيح ينامُ في داخِلِكم. وإن كان عكس ذلك، والرّب يسوع المسيح صاحٍ فيكم، يكون إيمانُكم حيًّا. فقد قال الرسول بولس: "فَليُقِمْ المسيحُ في قلوبِكم بالإيمان"  (أف 3: 17). فإنّ نوم الرّب يسوع المسيح علامة سرٍّ. وراكبو السفينة يُمثّلون النفوس التي تجتاز حياة هذا العالم على خشبة الصليب. ومن جهةٍ أخرى، فإنّ السفينة هي صورة عن الكنيسة. نعم، حقًّا، إنّ جميع المؤمنين هم هياكل يسكن فيها الله. وقلب كلّ واحدٍ منهم هو سفينة تُبحِرُ في العرض. ليس من الممكن أن تغرقَ إن كان الرُّوح يبثّ فيها الأفكار الحسنة. لكنّكَ تعرَّضتَ للسوء: فها هي الرياح تَلطُمُكِ. وغَضبْتَ: فها هي الأمواج الصاعدة. هكذا، عندما يهبّ الهواء وتتصاعد الأمواج، تكون السفينة في خطر. قلبُكَ في خطر، قلبُكَ تتجاذَبُه الأمواج. فالظلم قد أثارَ فيكَ رغبة الانتقام. وها أنتَ: لقد انتَقمتَ مُستسلِمًا، تحت تأثير خطأ الآخرين، فغَرقْتَ. لماذا؟ لأنّ الرّب يسوع المسيح قد نامَ في داخلِكَ، أي أنّك نسيْتَ المسيح. أيقِظْ المسيح إذًا، تذكَّرْ المسيح، وليَستَيقظْ المسيح فيكَ؛ استَذكِرْه.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.