22 Mar
22Mar

 


إنجيل القدّيس يوحنّا 11-1:12.57-55:11

كَانَ فِصْحُ اليَهُودِ قَريبًا، فَصَعِدَ كَثِيرُونَ مِنَ القُرَى إِلى أُورَشَلِيمَ قَبْلَ الفِصْحِ لِيَتَطَهَّرُوا.

وكَانُوا يَطْلُبُونَ يَسُوع، ويَقُولُونَ فيمَا بَيْنَهُم، وهُم قِيَامٌ في الهَيْكَل: «مَاذَا تَظُنُّون؟ أَلا يَأْتِي إِلى العِيد؟».

وكَانَ الأَحْبَارُ والفَرِّيسِيُّونَ قَدْ أَصْدَرُوا هذَا الأَمْر: عَلى كُلِّ مَنْ يَعْلَمُ أَيْنَ هُوَ يَسُوعُ أَنْ يُبَلِّغَ عَنْهُ، لِيَقْبِضُوا عَلَيْه.

قَبْلَ الفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّام، جَاءَ يَسُوعُ إِلى بَيْتَ عَنْيَا، حَيْثُ كَانَ لَعَازَرُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنْ بَينِ الأَمْوَات.

فَأَعَدُّوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاء، وكَانَتْ مَرْتَا تَخْدُم، وكَانَ لَعَازَرُ أَحَدَ المُتَّكِئِينَ مَعَهُ.

وأَخَذَتْ مَرْيَمُ قَارُورَةَ طِيبٍ مِنْ خَالِصِ النَّاردِينِ الغَالِي الثَّمَن، فَدَهَنَتْ قَدَمَي يَسُوعَ، ونَشَّفَتْهُمَا بِشَعْرِهَا، وعَبَقَ البَيْتُ بِرَائِحَةِ الطِّيب.

قَالَ يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطيّ، أَحَدُ تَلامِيذِ يَسُوع، الَّذي كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يُسْلِمَهُ:

«لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هذَا الطِّيبُ بِثَلاثِ مِئَةِ دِينَار، ويُوَزَّعْ ثَمَنُهُ على الفُقَرَاء؟».

قَالَ هذَا، لا ٱهْتِمَامًا مِنْهُ بِٱلفُقَرَاء، بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا، والصُّنْدُوقُ مَعَهُ، وكَانَ يَخْتَلِسُ مَا يُلْقَى فِيه.

فَقَالَ يَسُوع: «دَعْهَا! فَقَدْ حَفِظَتْهُ إِلى يَوْمِ دَفْنِي!

أَلفُقَرَاءُ مَعَكُم في كُلِّ حِين. أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ في كُلِّ حِينٍ مَعَكُم».

وعَلِمَ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ اليَهُودِ أَنَّ يَسُوعَ هُنَاك، فَجَاؤُوا، لا مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ وَحْدَهُ، بَلْ لِيَرَوا أَيْضًا لَعَازَرَ الَّذي أَقَامَهُ مِنْ بَينِ الأَمْوَات.

فَعَزَمَ الأَحْبَارُ على قَتْلِ لَعَازَرَ أَيْضًا،

لأَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ اليَهُودِ كَانُوا بِسَبَبِهِ يَذْهَبُونَ ويُؤْمِنُونَ بِيَسُوع.

القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة

عظات عن إنجيل القدّيس يوحنّا

«مَنْ آمَنَ بي، وإنْ ماتَ، فسَيَحْيا»

"مَن آمَنَ بي، وإنْ ماتَ، فسَيَحيا، وكلُّ مَن يَحيا ويُؤمِنُ بي لن يموتَ للأبد". ما معنى هذا الكلام؟ "مَن آمَنَ بي، وإنْ ماتَ مثل لِعازَر، فسَيَحْيا" لأنّ الله ليس إله أمواتٍ، بل إله أحياء. وقد سبقَ للرّب يسوع المسيح أن أعطى اليهودَ الإجابة نفسها بشأن إبراهيم وإسحَق ويعقوب والآباء الراحلين منذ زمن بعيد، حين قالَ: "أنا إله إبراهيم وإله أسحَق وإله يعقوب. فأنا لستُ إله أموات، بل إله أحياء، فهم جميعًا عندي أحياء" (راجع لو20: 38). آمِنْ إذًا، وإنْ مُتَّ، فسَتَحْيَ! لكن إنْ لم تؤمِنْ، حتّى لو كنتَ حيًّا، فأنتَ في الحقيقة مَيت... من أين يأتي موت النّفس؟ من فقدان الإيمان. ومن أين يأتي موت الجسد؟ من فقدان النّفس. إذًا فالإيمان هو نَفسُ النّفس. "مَن آمَنَ بي، وإنْ ماتَ في الجسد، فإنّه سَيَحي بروحِهِ إلى أن يقومَ الجسدُ فلا يموتُ أبدًا بعد ذلك. ومَن عاشَ بالجسد وآمَنَ بي، وإنْ كانَ سيموتُ بالجسد لبعض الوقت، لكنّه لن يموتَ للأبد، بفضل حياة الروح وخلود القيامة". هذا ما أرادَ الرّب يسوع قولَه من خلال جوابه لمرتا... "أتُؤمِنينَ بهذا؟" فأجابَتْ: "نعم يا ربّ، إنّي أؤمِنُ بأنّكَ المسيحُ ابنُ اللهِ الآتي إلى العالم. من خلال إيماني بذلك، آمنْتُ بأنّكَ القيامة، وآمنْتُ بأنّك الحياة، وآمنْتُ بأنّ مَن يؤمِنُ بكَ، وإنْ ماتَ، فسَيَحْيا؛ وآمنْتُ بأنّ الإنسان الحيّ الذي يؤمِنُ بكَ، لن يموتَ للأبد".


#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.