06 Mar
06Mar


إنجيل القدّيس متّى 39-29:15

أَتَى يَسُوعُ إِلى نَاحِيَةِ بَحْرِ الجَليل، وصَعِدَ إِلى الجَبَلِ فَجَلَسَ هُنَاك.

ودَنَا مِنْهُ جُمُوعٌ كَثِيْرَة، ومَعَهُم عُرْجٌ، وعُمْيَان، ومُقْعَدُون، وخُرْسٌ، ومَرْضَى كَثِيْرُون. وطَرَحُوهُم عِنْدَ قَدَمَي يَسُوعَ فَشَفَاهُم،

حَتَّى تَعَجَّبَ الجَمْعُ لَمَّا رَأَوا الخُرْسَ يَتَكَلَّمُون، والمُقْعَدِيْنَ يُشْفَوْن، والعُرْجَ يَمْشُون، والعُمْيَانَ يُبْصِرُون. فَمَجَّدُوا إِلهَ إِسْرَائِيل.

ودَعَا يَسُوعُ تَلامِيْذَهُ وقَال: «أَتَحَنَّنُ على هذَا الجَمْع، لأَنَّهُم يُلازِمُونَنِي مُنْذُ ثَلاثَةِ أَيَّام، ولَيْسَ لَهُم مَا يَأْكُلُون. ولا أُرِيْدُ أَنْ أَصْرِفَهُم صَائِمِينَ لِئَلاَّ تَخُورَ قُوَاهُم في الطَّريق».

فقَالَ لَهُ التَّلامِيذ: «مِنْ أَيْنَ لَنَا في البَرِّيَّةِ خُبْزٌ بِهذَا المِقْدَارِ حَتَّى يُشْبِعَ هذَا الجَمْعَ الغَفِيْر؟».

فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «كَمْ رَغِيْفًا لَدَيْكُم؟». فَقَالُوا: «سَبْعَةُ أَرْغِفَة، وبَعْضُ سَمَكَاتٍ صِغَار».

وأَمَرَ يَسُوعُ الجَمْعَ أَنْ يَجْلِسُوا عَلى الأَرْض.

وأَخَذَ الأَرْغِفَةَ السَّبْعَةَ والسَّمَكَات، وشَكرَ وكَسَرَ وبَدَأَ يُنَاوِلُ التَّلامِيْذ، والتَّلامِيْذُ يُنَاوِلُونَ الجُمُوع.

فَأَكَلُوا جَمِيْعُهُم وشَبِعُوا، ورَفَعُوا مِنْ فَضَلاتِ الكِسَرِ سَبْعَةَ سِلالٍ مَمْلُوءَة.

وكَانَ الآكِلُونَ أَرْبَعَةَ آلافِ رَجُل، ما عَدَا النِّسَاءَ والأَطْفَال.

وبَعْدَ أَنْ صَرَفَ الجُمُوعَ ركِبَ السَّفِيْنَة، وجَاءَ إِلى نَوَاحِي مَجْدَلْ.

بودوان دو فورد (؟ - نحو 1190)، كاهن سِستِرسيانيّ

سرّ المذبح

خبز الحياة الأبديّة

قال الرّب يسوع: "أَنا خُبزُ الحَياة. مَن يُقبِلْ إِليَّ فَلَن يَجوع ومَن يُؤمِنْ بي فلَن يَعطَشَ أبَدًا" (يو6: 35)... هكذا يكون قد عبّر مرّتين عن "الشبع الأبدي" حيث لا ينقص شيء. لكنّ الحكمة تقول: "الَّذينَ يأكُلوَننِي لا يَزالونَ يَجوعون والَّذينَ يَشرَبونني لا يَزالونَ يَعطَشون" (سي 24: 21). فجسد الرّب يسوع المسيح، الذي هو حكمة الله، لا يؤكل ليُشبِع رغبتنا منذ الآن، بل ليجعلنا نرغب في هذا الشبع؛ وكلّما ذقنا حلاوته، كلّما أثيرت رغبتنا. لذا، مَن يأكله سيظلّ جائعًا حتّى ينال الشبع. لكن حين تُشبَع الرغبة، لن يجوعوا ولن يعطشوا أبدًا.   إنّ "الَّذينَ يأكُلوَننِي لا يَزالونَ يَجوعون". كما يُمكن سماع هذا الكلام عن العالم المستقبلي، لأنّه في "الشبع الأبدي" نوعٌ من الجوع الذي لا ينبع من الحاجة بل من السعادة. فهذا الشبع لا يعرفُ التخمة؛ والرغبة لا تعرف الأنين. فالرّب يسوع المسيح المدهش دائمًا بجماله والمرغوب دائمًا فيه، قيل عنه إنّ "المَلائِكَة يَشتَهونَ أَن يُمعِنوا النَّظَرَ فيه" (1بط 1: 12). هكذا، وحتّى حين نمتلكه، فإنّنا نرغب أكثر فيه؛ وحتّى حين يكون معنا، فإنّنا نبحث عنه وفقًا لما كُتب: "اِلتَمِسوا وَجهَه كُلَّ حين" (مز 105[104]: 4). فهو مَن نبحث عنه دائمًا، ذاك الذي نحبّه إلى حدّ امتلاكه دائمًا أبدًا.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.