23 Apr
23Apr


إنجيل القدّيس لوقا 7-1:10

بَعْدَ ذلِكَ عَيَّنَ ٱلرَّبُّ ٱثْنَينِ وَسَبْعِينَ آخَرِين، وَأَرْسَلَهُمُ ٱثْنَيْنِ ٱثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ كانَ مُزْمِعًا أَنْ يَذْهَبَ إِلَيه.

وَقالَ لَهُم: «إِنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ.

إِذْهَبُوا. هَا إِنِّي أُرْسِلُكُم كَالحُمْلانِ بَيْنَ الذِّئَاب.

لا تَحْمِلُوا كِيسًا، وَلا زَادًا، وَلا حِذَاءً، وَلا تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ في الطَّرِيق.

وأَيَّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوه، قُولُوا أَوَّلاً: أَلسَّلامُ لِهذَا البَيْت.

فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ٱبْنُ سَلامٍ فَسَلامُكُم يَسْتَقِرُّ عَلَيه، وَإِلاَّ فَيَرْجِعُ إِلَيْكُم.

وَأَقيمُوا في ذلِكَ البَيْتِ تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مِمَّا عِنْدَهُم، لأَنَّ الفَاعِلَ يَسْتَحِقُّ أُجْرَتَهُ. وَلا تَنْتَقِلوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْت.

القدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 - 2005)، بابا روما

الرسالة العامة "رسل السلافيّين" «Slavorum apostoli»، الأعداد 11 + 14-15

«أيَّ بيتٍ دخلتم، فقولوا أوَّلاً: السَّلامُ على هذا البَيت»

إنّ الميزة التي أودّ الإشارة إليها بصورة خاصّة في العمل الذي مارسه الرسولان السلافيان كيرلّس وميثوديوس هي الطريقة السلميّة التي اعتمداها في إنشاء الكنيسة، مُلهمَين من مفهومهما الخاص للكنيسة الواحدة والمقدّسة والجامعة. فمنذ عهدِهِما، بدأت الخلافات بين القسطنطينيّة وروما تشكّل أسبابًا للانقسام، حتّى لو أنّ الانشقاق الكبير المؤسف بين طرفيّ الديانة المسيحيّة ذاتها لم يظهر إلاّ في وقت لاحق... فليس هنالك أي مغالطة تاريخيّة إن رأينا في القدّيسين كيرلّس وميثوديوس رائدين أصيلين في مجال العمل المسكوني، ذلك أنّهما أرادا بشكل فعّال إلغاء أو الحدّ من كلّ الانقسامات الحقيقيّة أو الظاهريّة فقط بين مختلف الجماعات التابعة للكنيسة نفسها. إنّ العناية الشديدة التي أولاها كلّ من الأخوين -وبشكل خاص ميثوديوس بسبب مسؤوليّته الأسقفيّة- للحفاظ على وحدة الايمان والمحبّة بين الكنائس التي كانا ينتميان إليها، أي كنيسة القسطنطينيّة والكنيسة الرومانيّة من جهة، والكنائس الناشئة على الأراضي السلافيّة من جهة أخرى، تلك العناية كانت وستبقى دائمًا محطّ امتنان كبير لهما... ففي تلك الفترة المضطربة التي اتّسمت بالصراعات المسلّحة بين الشعوب المسيحيّة المتجاورة، حافظ الأخوان القدّيسان التسالونيكيان على إخلاصهما الثابت واليقظ جدًّا للعقيدة القويمة ولتقليد الكنيسة الواحد... فميثوديوس، على وجه الخصوص، لم يتردّد مطلقًا في مواجهة عدم الفهم والاعتراضات وحتّى الافتراءات والتعذيب الجسدي، بدل أن يتخلّى عن ولائه الكنسي المثالي... بفضل ذلك، سيظلّ دائمًا معلمًّا لكلّ هؤلاء الذين، في أي حقبة كانت، يجهدون لتخفيف النزاعات مع احترام كمال تعدديّة الكنيسة التي، وطبقًا لإرادة مؤسّسها الرّب يسوع المسيح، يتوجّب عليها أن تكون دائمًا واحدة، ومقدّسة، وكاثوليكيّة ورسوليّة.


#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.