13 Sep
13Sep


إنجيل القدّيس يوحنّا 32-20:12

كَانَ بَينَ الصَّاعِدِينَ لِيَسْجُدُوا في العِيد، بَعْضُ اليُونَانِيِّين.
فَدَنَا هؤُلاءِ مِنْ فِيلِبُّسَ الَّذي مِنْ بَيْتَ صَيْدَا الجَلِيل، وسَأَلُوهُ قَائِلين: «يَا سَيِّد، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوع».
فَجَاءَ فِيلِبُّسُ وقَالَ لأَنْدرَاوُس، وجَاءَ أَنْدرَاوُسُ وفِيلِبُّسُ وقَالا لِيَسُوع.
فَأَجَابَهُمَا يَسُوعُ قَائِلاً: «لَقَدْ حَانَتِ السَّاعَةُ لِكَي يُمَجَّدَ ٱبْنُ الإِنْسَان.
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير.
مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ يُبْغِضُهَا في هذَا العَالَمِ يَحْفَظُهَا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة.
مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي. مَنْ يَخْدُمْنِي يُكَرِّمْهُ الآب.
نَفْسِي الآنَ مُضْطَرِبَة، فَمَاذَا أَقُول؟ يَا أَبَتِ، نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَة؟ ولكِنْ مِنْ أَجْلِ هذَا بَلَغْتُ إِلى هذِهِ السَّاعَة!
يَا أَبَتِ، مَجِّدِ ٱسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «قَدْ مَجَّدْتُ، وسَأُمَجِّد».
وسَمِعَ الجَمْعُ الحَاضِرُ فَقَالُوا: «إِنَّهُ رَعد». وقَالَ آخَرُون: «إِنَّ مَلاكًا خَاطَبَهُ».
أَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «مَا كَانَ هذَا الصَّوْتُ مِنْ أَجْلِي، بَلْ مِنْ أَجْلِكُم.
هِيَ الآنَ دَيْنُونَةُ هذَا العَالَم. أَلآنَ يُطْرَدُ سُلْطَانُ هذَا العَالَمِ خَارِجًا.
وأَنَا إِذَا رُفِعْتُ عَنِ الأَرض، جَذَبْتُ إِليَّ الجَمِيع».

القدّيس كيرِلُّس (380 - 444)، بطريرك الإسكندريّة وملفان الكنيسة

شرح لسفر العدد

«إنّ حبّة الحنطة إذا ماتت، أخرجَت ثمرًا كثيرًا»

إنّ الرّب يسوع المسيح،هو  باكورة الخليقة الجديدة... فبعدما هزم الموت، قام من بين الأموات وصعدَ إلى الآب كتقدمة رائعة ومشرقة، كباكورة الجنس البشري المتجدّد وغير القابل للفساد... كما يمكن أن نتخيّله كرمز لحزمة حصيد القمح التي طلب الربّ من إسرائيل أن يقدّمها في الهيكل (راجع أح 23: 9). إلامَ ترمز هذه العلامة؟ يمكن مقارنة الجنس البشري بسنابل القمح. فهي تنبت من باطن الأرض وتنتظر نموّها الكامل؛ وفي الوقت المحدّد، يحصدها الموت. هكذا، كان الرّب يسوع المسيح يقول لتلاميذه: "أما تَقولونَ أنتُم: هي أربعةُ أشهُرٍ ويأتي وقتُ الحَصاد؟ وإنّي أقولُ لَكم: ارفَعوا عُيونَكم وانظُروا إلى الحُقول، فقَدِ ابيَضَّت لِلحَصاد. هُوَذا الحاصِدُ يأخذُ أُجرَتَه فيَجمَعُ الثَّمَرَ لِلحَياةِ الأبدِيّة" (يو 4: 35-36). إذًا، وُلِدَ الرّب يسوع المسيح بيننا من العذراء مريم تمامًا مثل السنابل التي تخرج من الأرض، حتّى أنّه يسمّي نفسه أحيانًا حبّة الحنطة: "الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ التي تَقَعُ في الأرض إن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها. وإذا ماتَت، أخرَجَت ثَمَرًا كثيرًا". هكذا، قدّم الرّب يسوع نفسه إلى أبيه من أجلنا تمامًا كحزمة السنابل وكباكورة الأرض. لا يمكن النظر إلى سنبلة القمح منفردة، وهذه حالتنا أيضًا. نحن نرى القمح في حزمة مؤلّفة من عدّة سنابل. صحيح أنّ الرّب يسوع المسيح وحيد، لكنّه يظهر لنا ويشكّل فعلاً حزمةً تضمّ كافة المؤمنين الذين تجمعهم وحدة روحيّة. فبدون ذلك، كيف استطاع القدّيس بولس أن يكتب: "وأَقامَنا معه وأَجلَسَنا معه في السَّمَواتِ في المسيحِ يسوع"؟ (أف 2: 6-7). في الواقع، بما أنّه صار واحدًا منّا، فنحن نشكّل "جسدًا واحدًا معه" (أف 3: 6)... وقد وجّه هذه الكلمات إلى أبيه: "فَليكونوا بِأجمَعِهم واحِدًا: كَما أنّكَ فِيَّ، يا أبَتِ، وأَنا فيك فَليكونوا هم أَيضًا فينا" (يو 17: 21). وبالتالي، فإنّ ربّنا يسوع المسيح هو باكورة البشريّة التي ستُحصَد وتُجمَع في مخازن السموات.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.