شَرَعَ يَسُوعُ يُبَكِّتُ المُدُنَ الَّتي جَرَتْ فيها أَكْثَرُ أَعْمَالِهِ القَدِيرَة، لأَنَّهَا مَا تَابَتْ، فَقَال:
«أَلوَيْلُ لَكِ يا كُورَزِين! أَلوَيلُ لَكِ يا بَيْتَ صَيْدا! لأَنَّهُ لَو جَرَى في صُورَ وصَيْدا مَا جَرَى فيكُمَا مِنْ أَعْمَالٍ قَدِيرَة، لَتَابَتَا مِنْ زَمَانٍ في المِسْحِ والرَّمَاد!
ولكِنَّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ صُورَ وصَيْدا، سَيَكُونُ مَصِيرُهُمَا، في يَومِ الدِّين، أَخَفَّ وَطْأَةً مِنْ مَصِيرِكُما!
وأَنْتِ يَا كَفَرْنَاحُوم، أَلَنْ تَرْتَفِعي إِلى السَّمَاء؟ فَإِلى الجَحيمِ سَتَهْبِطِين! لأَنَّهُ لَوْ جَرى في سَدُومَ مَا جَرى فيكِ مِنْ أَعْمَالٍ قَدِيرَة، لَبَقِيَتْ إِلى اليَوم!
لكنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ أَرْضَ سَدُوم، سَيَكُونُ مَصِيرُهَا، في يَوْمِ الدِّين، أَخَفَّ وَطْأَةً مِنْ مَصِيرِكِ!.»
§ 1427 - 1432
يدعونا الرّب يسوع إلى الارتداد إليه. هذا النداء هو جزء جوهري في بشرى الملكوت: "تَمَّ الزَّمانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكوتُ الله. فَتوبوا وآمِنوا بِالبِشارة" (مر 1: 15). في بشارة الكنيسة، يتوجّه هذا النداء أوّلاً إلى الذين لم يعرفوا بعد الرّب يسوع المسيح وإنجيله. لذا، فإنّ المعموديّة هي الموقع الرئيسي للارتداد الأوّل والأساسي... والواقع أنّ نداء الرّب يسوع إلى الارتداد لا يزال يدوّي في حياة المسيحيّين. هذا الارتداد الثاني هو مهمّة مستمرّة لا تنقطع في الكنيسة كلّها التي تضمّ خطأة في حضنها، وهي في آنٍ معًا مقدّسة ومفتقرة دائمًا إلى التطهير، والتي تتابع باستمرار سعيها للتوبة والتجدّد. هذا السعي إلى الارتداد ليس عملاً بشريًّا وحسب، بل هو من وحي القلب المنسحق، تجذبه النعمة وتحرّكه ليستجيب لحبّ الله الشفوق الذي أحبّنا هو أوّلاً.قلب الإنسان ثقيلٌ ومتصلّب، ولا بدّ للإنسان من قلب جديد ينفحه به الله. الارتداد إنّما هو أوّلاً عمل نعمة الله الذي يردّ قلوبنا إليه: "أَرجعْنا يا رَبُّ إِلَيكَ فنَرجِع جَدِّد أَيَّامَنا كما كانَت في القِدَم " (مرا 5: 21). يؤتينا الله قوّة لنبدأ من جديد. وعندما نكتشف عظمة محبّة الله، يتفطّر قلبنا من هول الخطيئة وثقلها، ويدبّ فيه الخوف من أن يهين الله وينفصل عنه. القلب البشري يرتّد إلى الله عندما يشخص إلى ذاك الذي طعنته معاصينا.
#شربل سكران بالله