28 Sep
28Sep


إنجيل القدّيس متّى 44-32:24

قالَ الربُّ يَسوع: «مِنَ التِّينَةِ تَعلَّمُوا المَثَل: فَحِين تَلِينُ أَغْصَانُهَا، وتَنبُتُ أَوْرَاقُهَا، تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيفَ قَرِيْب.
هكَذَا أَنْتُم أَيْضًا، مَتَى رَأَيْتُم هذَا كُلَّهُ، فَٱعْلَمُوا أَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ قَرِيب، عَلى الأَبْوَاب.
أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ يَزُولَ هذَا الجِيلُ حَتَّى يَحْدُثَ هذَا كُلُّهُ.
أَلسَّمَاءُ والأَرْضُ تَزُولان، وكَلامِي لَنْ يَزُول.
أَمَّا ذلِكَ اليَوْمُ وتِلْكَ السَّاعَةُ فلا يَعْرِفُهُمَا أَحَد، ولا مَلائِكَةُ السَّمَاوَات، إِلاَّ الآبُ وَحْدَهُ.
وكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوح، كَذلِكَ يَكُونُ مَجِيءُ ٱبْنِ الإِنْسَان:
فَكَمَا كَانَ النَّاس، في الأَيَّامِ الَّتي سَبَقَتِ الطُّوفَان، يَأْكُلُونَ ويَشْرَبُون، يَتَزَوَّجُونَ ويُزَوِّجُون، إِلى يَوْمَ دَخَلَ نُوحٌ السَّفِينَة،
ومَا عَلِمُوا بِشَيءٍ حَتَّى جَاءَ الطُّوفَان، وجَرَفَهُم أَجْمَعِين، كَذلِكَ يَكُونُ مَجِيءُ ٱبْنِ الإِنْسَان.
حِينَئِذٍ يَكُونُ ٱثْنَانِ في الحَقل؛ يُؤْخَذُ الوَاحِدُ ويُتْرَكُ الآخَر.
وٱمْرَأَتَانِ تَطْحَنَانِ عَلى الرَّحَى؛ تُؤْخَذُ الوَاحِدَةُ وتُتْرَكُ الأُخْرَى.
إِسْهَرُوا إِذًا، لأَنَّكُم لا تَعْلَمُونَ في أَيِّ يَوْمٍ يَجِيءُ رَبُّكُم.
وٱعْلَمُوا هذَا: لَو عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ مِنَ اللَّيلِ يَأْتِي السَّارِق، لَسَهِرَ ولَمْ يَدَعْ بَيتَهُ يُنْقَب.
لِذلِكَ كُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَهَا.

بيار دو بلوا (نحو 1130 – 1211)، رئيس شمامسة في إنكلترا

العظة الثالثة حول زمن المجيء

أحداث مجيء الرّب يسوع الثلاثة

هنالك ثلاثة أحداث مجيء للرب يسوع المسيح: المجيء الأوّل كان بالجسد، والمجيء الثاني بالنفس والمجيء الثالث سيكون للدينونة. تمّ المجيء الأوّل وسط الليل، وفقًا لهذا الكلام في الإنجيل: "وعِندَ نِصْفِ اللَّيل، عَلا الصِّياح: هُوذا العَريس!" (مت 25: 6). وقد انقضى هذا المجيء الأوّل لأنّ الرّب يسوع المسيح قد "رُئيَ على الأَرض وعاشَ بَينَ البَشَر" (راجع با 3: 38).نحن نعيش الآن في زمن المجيء الثاني، شرط أن نكون جاهزين ليتمكّن من المجيء إلينا، لأنّه قال: "إذا أَحَبَّني أَحَد حَفِظَ كلامي فأحَبَّه أَبي ونأتي إِلَيه فنَجعَلُ لَنا عِندَه مُقاماً" (يو 14: 23). إذًا، هذا المجيء الثاني هو بالنسبة إلينا أمر تسوده الريبة، "فمَن مِنَ النَّاسِ يَعرِفُ ما في الإِنسانِ غَيرُ روحِ الإِنسانِ الَّذي فيه؟ (1كور 2: 11). أولئك الذين يسعدهم التوق للأمور السماويّة يعرفون جيّدًا متى يأتي؛ لكنّهم "لا يدرون مِن أَينَ يَأتي وإِلى أَينَ يَذهَب" (يو 3: 8).أمّا المجيء الثالث، فمن المؤكّد أنّه سيتمّ، لكن من غير المؤكّد متى سيتمّ، لأنّه ما من شيء أكيد أكثر من الموت، وما من شيء غير أكيد أكثر من اليوم الذي ستحصل فيه الوفاة. "فحِينَ يَقولُ النَّاس: سَلامٌ وأَمان، يأخُذُهمُ الهَلاكُ بَغتَةً كما يأخُذُ المَخاضُ الحامِلَ بَغتَةً، فلا يَستَطيعونَ النَّجاة" (1تس 5: 3).           إذًا، كان المجيء الأوّل متواضعًا وخفيًّا، والمجيء الثاني غامضٌ ومليئٌ بالحبّ، فيما سيكون المجيء الثالث ساطعًا ورهيبًا. في مجيئه الأوّل، حاكَمَ البشرُ الرّب يسوع المسيح بطريقة غير عادلة؛ في المجيء الثاني، اعترف بحقّنا من خلال نعمته؛ في المجيء الأخير، سيحاكم كلّ شيء بطريقة عادلة. لقد كان حملاً في المجيء الأوّل، وسيكون أسدًا في المجيء الأخير؛ أمّا في المجيء الثاني، فهو صديق حنون.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.