قالَ الربُّ يَسوع: «مِنَ التِّينَةِ تَعلَّمُوا المَثَل: فَحِين تَلِينُ أَغْصَانُهَا، وتَنبُتُ أَوْرَاقُهَا، تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيفَ قَرِيْب.
هكَذَا أَنْتُم أَيْضًا، مَتَى رَأَيْتُم هذَا كُلَّهُ، فَٱعْلَمُوا أَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ قَرِيب، عَلى الأَبْوَاب.
أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ يَزُولَ هذَا الجِيلُ حَتَّى يَحْدُثَ هذَا كُلُّهُ.
أَلسَّمَاءُ والأَرْضُ تَزُولان، وكَلامِي لَنْ يَزُول.
أَمَّا ذلِكَ اليَوْمُ وتِلْكَ السَّاعَةُ فلا يَعْرِفُهُمَا أَحَد، ولا مَلائِكَةُ السَّمَاوَات، إِلاَّ الآبُ وَحْدَهُ.
وكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوح، كَذلِكَ يَكُونُ مَجِيءُ ٱبْنِ الإِنْسَان:
فَكَمَا كَانَ النَّاس، في الأَيَّامِ الَّتي سَبَقَتِ الطُّوفَان، يَأْكُلُونَ ويَشْرَبُون، يَتَزَوَّجُونَ ويُزَوِّجُون، إِلى يَوْمَ دَخَلَ نُوحٌ السَّفِينَة،
ومَا عَلِمُوا بِشَيءٍ حَتَّى جَاءَ الطُّوفَان، وجَرَفَهُم أَجْمَعِين، كَذلِكَ يَكُونُ مَجِيءُ ٱبْنِ الإِنْسَان.
حِينَئِذٍ يَكُونُ ٱثْنَانِ في الحَقل؛ يُؤْخَذُ الوَاحِدُ ويُتْرَكُ الآخَر.
وٱمْرَأَتَانِ تَطْحَنَانِ عَلى الرَّحَى؛ تُؤْخَذُ الوَاحِدَةُ وتُتْرَكُ الأُخْرَى.
إِسْهَرُوا إِذًا، لأَنَّكُم لا تَعْلَمُونَ في أَيِّ يَوْمٍ يَجِيءُ رَبُّكُم.
وٱعْلَمُوا هذَا: لَو عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ مِنَ اللَّيلِ يَأْتِي السَّارِق، لَسَهِرَ ولَمْ يَدَعْ بَيتَهُ يُنْقَب.
لِذلِكَ كُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَهَا.
العظة 31
إنّ الله هو الخير المُطلَق؛ ركِّزْ حوله كلّ أفكار نفسكَ، ولا تفكّر في شيء عدا ترقّب مجيئه. هكذا إذًا، فلتَجمعْ النفس كلّ أفكارها التي شتّتَتها الخطيئة، كما لو أنّها كانت تجمع أطفالها المشرّدين. ولتُعِدْهم إلى منزل جسدها، ولتَنتَظرْ دائمًا الرّب يسوع المسيح في الصوم والحبّ، إلى أن يأتي ويأخذها حقًّا إليه...لو أنّ قلبنا لا يتعجرف، ولو أنّنا لا نرسل أفكارنا ترعى في حقول الخطيئة، ولو أنّنا على العكس من ذلك، نرفع نفسَنا ونقود أفكارنا في حضرة الربّ بإرادة قويّة، عندها سيحلّ الربّ حتمًا فينا ويوحّدنا حقًّا بذاته.أسرعْ إذًا إلى إرضاء الربّ، انتظرْه في قلبك على الدوام، ابحثْ عنه في أفكارك كلّها، حُثَّ إرادتكَ ومشاعركَ لتتوقَ إليه بإستمرار. ستدرك حينها أنّه سيأتي إليك ويجعل منكَ مسكنًا له.
#شربل سكران بالله