07 Oct
07Oct


إنجيل القدّيس لوقا 39-33:5

َقَال الفَرِّيسِيُّونَ والكَتَبَةُ لِيَسُوع: «تَلاميذُ يُوحَنَّا يَصُومُونَ كَثيرًا وَيَرْفَعُونَ الطِّلْبَات، ومِثْلُهُم تَلامِيذُ الفَرِّيسييِّن، أَمَّا تَلاميذُكَ فَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُون».
فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «هَلْ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَجْعَلُوا بَنِي العُرْسِ يَصُومُون، والعَريسُ مَعَهُم؟
ولكِنْ سَتَأْتي أَيَّامٌ يَكُونُ فيهَا العَرِيسُ قَدْ رُفِعَ مِنْ بَيْنِهِم، حيِنَئِذٍ في تِلْكَ الأَيَّامِ يَصُومُون».
وقَالَ لَهُم أَيضًا مَثَلاً: «لا أَحَدَ يَقْتَطِعُ رُقْعَةً مِنْ ثَوْبٍ جَدِيد، وَيَرْقَعُ بِهَا ثَوبًا بَالِيًا، وإِلاَّ فَإِنَّهُ يُمَزِّقُ الجَديد، وَالرُّقْعَةُ الَّتي يَقْتَطِعُها مِنْهُ لا تَتَلاءَمُ مَعَ الثَّوبِ البَالي.
ولا أَحَدَ يَضَعُ خَمْرَةً جَدِيدَةً في زِقَاقٍ عَتِيقَة، وإِلاَّ فَالخَمْرَةُ الجَدِيدَةُ تَشُقُّ الزِّقَاق، فَتُرَاقُ الخَمْرَة، وَتُتْلَفُ الزِّقَاق،
بَلْ يَجِبُ أَنْ تُوضَعَ الخَمْرَةُ الجَديدَةُ في زِقَاقٍ جَديدَة.
ولا أَحَدَ يَشْرَبُ خَمْرَةً مُعَتَّقَة، وَيَبْتَغي خَمْرَةً جَدِيدَة، بَلْ يَقُول: أَلمُعَتَّقَةُ أَطْيَب!».

القدّيس بِرنَردُس (1091 - 1153)، راهب سِستِرسيانيّ وملفان الكنيسة

العظة رقم 38 حول نشيد الإنشاد

«العَريسُ بَينَهم»

من بين كلّ ما يخالج النّفس من مشاعر وعواطف، فإنّ الحبّ هو الشعور الوحيد الذي يجعل المخلوق يلبّي نداء خالقه. إن لم يكن بالمساواة فعلى الأقلّ بالمماثلة... إن محبّة العريس الإلهي، أو بالأحرى العريس الإلهي الّذي هو المحبّة، لا يطلب سوى حبّ وإخلاص بالمقابل، فلتبادر العروس إذًا لمبادلته الحبّ. فكيف لا تحبّه العروس وهي عروس المحبّة الإلهيّة؟ فكيف بإمكان المحبّة ألاّ تكون محبوبة؟ إنّ العروس تكون على حقّ عندما تتخلّى عن أي عواطف أخرى لتكرّس نفسها للحبّ الأوحد فقط، لأنّه أعطي لها أن تبادل الحبّ بحبٍّ مقابل.مهما ذابت العروس في الحبّ بكاملها، فكيف يمكن مقارنة ذلك بالمحبّة الوافرة الذي تتدفّق من نبع المحبّة نفسه؟ إنّ دفق المحبّة ليس بالوفرة نفسها عندما نقارن الّتي تحبّ بالمحبّة الإلهيّة، أو حين نقارن النفس البشريّة بالكلمة الإلهي، أو عندما نقارن العروس بالعريس الإلهي، أو المخلوق بالخالق؛ لا توجد الوفرة نفسها في النبع وعند العطشان... ترى هل أنّ تنهدات العروس وحماستها للحبّ وانتظارها بثقة تامّة، كلّ ذلك يذهب سدى فقط لكونها لا تستطيع المنافسة في سباق مع الجبّار (راجع مز 19[18]: 6)؟ أتضيع رغبتها في أن تكون أحلى من العسل، أو أكثر وداعة من الحمل، أكثر بياضًا من الزنبق، وأكثر إشعاعًا من الشمس، وأن يتساوى حبّها له، رغم كونه الحبّ بعينه؟ كلاّ، لأنّه بالرغم من أنّ الخليقة، بمقياس كونها أقلّ من الخالق، تحب أقلّ منه، فإنّها لا تزال تستطيع أن تحبّ بعمق ولا ينقص شيء حيث يوجد الكمال.هذا هو الحبّ الطاهر، الحبّ الخالي من أي مصلحة والأكثر حساسيّة، الحبّ المسالم بقدر ما هو صادق، الحبّ المتبادل، والحميم والقوي الّذي يجمع الحبيبين ليس فقط بجسد واحد، بل أيضًا يوحّد نفسيهما، فيصبح الاثنان واحدًا كما قال القدّيس بولس: "ومَنِ اتَّحَدَ بِالرَّبّ فقَد صارَ وإِيَّاهُ رُوحًا واحِدًا" (1كور 6: 17).




#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.