في تِلْكَ الأَيَّام، خَرَجَ يَسُوعُ إِلى الجَبَلِ لِيُصَلِّي، وَأَمْضَى اللَّيْلَ في الصَّلاةِ إِلى الله.
ولَمَّا كانَ النَّهَار، دَعَا تَلامِيذَهُ وٱخْتَارَ مِنهُمُ ٱثْنَي عَشَرَ وَسَمَّاهُم رُسُلاً، وَهُم:
سِمْعانُ الَّذي سَمَّاهُ أَيضًا بُطرُس، وأَنْدرَاوُس أَخُوه، ويَعْقُوب، وَيُوحَنَّا، وَفِيلِبُّس، وبَرْتُلْمَاوُس،
ومَتَّى، وَتُومَا، وَيَعْقُوبُ بنُ حَلْفَى، وَسِمْعَانُ المُلَقَّبُ بِالغَيُور،
ويَهُوذَا بنُ يَعْقُوب، ويَهُوذَا الإسْخَريُوطِيُّ الَّذي صَارَ خَائِنًا.
وَنَزلَ يَسُوعُ مَعَ رُسُلِهِ، ووَقَفَ في مَكانٍ سَهْل، وكانَ هُناكَ جَمْعٌ كَثيرٌ مِن تَلامِيذِهِ، وَجُمْهُورٌ غَفيرٌ مِنَ الشَّعْب، مِن كُلِّ اليَهُودِيَّة، وأُورَشَليم، وَسَاحِلِ صُورَ وصَيْدا،
جَاؤُوا لِيَسْمَعُوه، ويُشْفَوا مِن أَمْراضِهِم. والمُعَذَّبُونَ بِالأَرْوَاحِ النَّجِسَةِ كَانُوا هُم أَيضًا يُبرَأُون.
وكانَ الجَمْعُ كُلُّهُ يَطْلُبُ أَنْ يَلْمُسَهُ، لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنهُ وَتَشْفِي الجَمِيع.
حول إنجيل القدّيس لوقا
"وفي تِلكَ الأَيَّامِ ذَهَبَ إِلى الجَبَلِ لِيُصَلِّي، فأَحْيا اللَّيلَ كُلَّه في الصَّلاةِ لله". ليس كلّ الذين يُصلّون يصعدون الجبل...، إنّما أولئك الذين يصلّون جيّدًا، أولئك الذين يرتفعون من الخيرات الأرضيّة إلى الخيرات السماويّة، يتسلّقون قمم التيقّظ والحبّ الذي من عَلُ. أمّا أولئك الذين ينشغلون بغنى العالم أو بالأمجاد، فهم لا يصعدون الجبل؛ ذاك الذي يطمع بأراضي الآخر لا يصعد الجبل.إنّ أولئك الذين يبحثون عن الله هم الّذين يصعدون؛ أولئك الذين يصعدون يتوسّلون مساعدة الربّ في مسيرتهم. الأنفس العظيمة كلّها، الأنفس المرتفعة كلّها تصعد الجبل، لأنّه ليس لمَن أتى أوّلاً فقط قد قالَ إشعيا النبيّ: "اصعَدي إلى جَبَلٍ عالٍ يا مُبَشِّرَةَ صِهْيون. ارفَعي صَوتَكِ بِقُوَّة يا مُبَشِّرَةَ أورَشَليم" (إش40: 9)... ليس ذلك الصعود بمأثرة جسديّة، إنّما بأعمالٍ رفيعةٍ تجعلُكَ تتسلّق هذا الجبل. اتبَعْ المسيح...، ابحثْ في الإنجيل، تجد أن التلاميذ وحدهم قد صعدوا الجبل مع الربّ.
#شربل سكران بالله