26 Nov
26Nov


إنجيل القدّيس لوقا 42-38:10

فيمَا (كَانَ يَسوعُ وتلاميذهُ) سَائِرين، دَخَلَ يَسُوعُ إِحْدَى ٱلقُرَى، فٱسْتَقْبَلَتْهُ في بَيتِهَا ٱمْرَأَةٌ ٱسْمُها مَرْتا.
وَكانَ لِمَرْتَا أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَم. فَجَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَي ٱلرَّبِّ تَسْمَعُ كَلامَهُ.
أَمَّا مَرْتَا فَكانَتْ مُنْهَمِكَةً بِكَثْرَةِ ٱلخِدْمَة، فَجَاءَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبّ، أَمَا تُبَالي بِأَنَّ أُخْتِي تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُسَاعِدَنِي!».
فَأَجَابَ ٱلرَّبُّ وَقَالَ لَهَا: «مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين!
إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».

القدّيسة تيريزيا الآبِليّة (1515 - 1582)، راهبة كرمليّة وملفانة الكنيسة

طريق الكمال، الفصل 17

مرتا ومريم

كانت مرتا قدّيسة مع أنّها لم تكرّس حياتها للتأمّل. بماذا يمكننا أن نرغب أكثر من التشبّه بهذه المرأة الطوباويّة التي استحقّت أن تستقبل ربّنا يسوع المسيح مرّات عديدة في منزلها، وأن تحضّر له الطعام، وأن تخدمه وأن تجلس إلى مائدته؟ لو بقيت جالسةً عند قدمي الرّب كشقيقتها، لما أعدّ أحدٌ عشاء هذا الضيف الإلهي. حسنًا! فلنتخيّل أنّ ديرنا هو منزل القدّيسة مرتا، وأنّه يحتاج إلى خدمات كثيرة. أولئك اللواتي يخدمْنَ الربّ من خلال الحياة العمليّة يجب ألاّ ينتقدْنَ أولئك اللواتي يغرقْنَ في التأمّل. فليَعتبرْنَ أنفسهنّ سعيدات في الخدمة مع مرتا. وليفكّرَنَّ أيضًا في أنّ التواضع الحقيقي يكمن أوّلاً في قبول ما يحلو للرّب أن يطلبه منّا، وفي القناعة بأنّنا لا نستحقّ أن نحمل اسم خدّامه.إذًا، إن كان التأمّل والصلاة الصامتة أو العلنيّة والاعتناء بالمرضى والمشاركة في الأعمال المنزليّة وتنفيذ الوظائف الأكثر وضاعة... إن كانت هذه الأعمال كلّها تدخل في نطاق تأدية واجبنا تجاه الضيف الإلهي الذي يحضر ليسكن في منازلنا ويأكل ويرتاح عندنا، فأين المشكلة إن خدمناه بطريقة أو بأخرى؟أنا لا أقصد أبدًا أنّه لا يفترض بكنّ بذل جهد كبير للوصول إلى التأمّل، بل أقول بكل بساطة إنّه عليكنّ القيام بوظائف مختلفة. في الواقع، إنّ التأمّل ليس متروكًا لخياركنّ، بل إنّه خيار الربّ... اتركْنَ ربّ المنزل يفعل ما يريده.




#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.