26 Nov
26Nov


إنجيل القدّيس متّى 2-1:24.39-29:23

قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّهَا الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُراؤُون! لأَنَّكُم تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاء، وتُزَيِّنُونَ مَدَافِنَ الأَبْرَار،
وتَقُولُون: لَو كُنَّا في أَيَّامِ آبَائِنَا لَمَا شَارَكْنَاهُم في دَمِ الأَنْبِيَاء.
فَأَنْتُم تَشْهَدُونَ على أَنْفُسِكُم أَنَّكُم أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاء.
فَٱمْلأُوا أَنْتُم أَيْضًا كَيلَ آبَائِكُم!
أَيُّهَا الحَيَّاتُ نَسْلُ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّم؟
لِذلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيكُم أَنْبِيَاءَ وحُكَمَاءَ وكَتَبَة، فَتَقْتُلُونَ بَعْضَهُم وتَصْلِبُون بَعْضَهُم، وتَجْلِدُونَ بَعْضَهُم في مَجَامِعِكُم، وتُطَارِدُونَهُم مِنْ مَدينَةٍ إِلى مَدِيْنَة،
حَتَّى يَقَعَ عَلَيْكُم كُلُّ دَمٍ زَكِيٍّ سُفِكَ على الأَرْض، مِنْ دَمِ هَابِيلَ البَارِّ إِلى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَكِيَّا، الَّذي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ المَقْدِسِ والمَذْبَح.
أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: سَيَقَعُ كُلُّ ذلِكَ عَلى هذَا الجِيل!
أُورَشَليم، أُورَشَليم، يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاء، ورَاجِمَةَ المُرْسَلِيْنَ إِلَيْهَا! كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلادَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، ولَمْ تُريدُوا!
هُوَذَا بَيتُكُم يُتْرَكُ لَكُم خَرابًا!
فَإِنِّي لأَقُولُ لَكُم: لَنْ تَرَوْني مِنَ الآنَ إِلى أَنْ تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتي بِٱسْمِ الرَّبّ!».
وخَرَجَ يَسُوعُ مِنَ الهَيْكَلِ ومَضَى. فَدَنَا مِنهُ تَلامِيذُهُ يُلْفِتُونَ نَظَرَهُ إِلى أَبْنِيَةِ الهَيْكَل.
فَأَجَابَ وقَالَ لَهُم: «أَلا تَنْظُرونَ هذَا كُلَّهُ؟ أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ يُتْرَكَ هُنَا حَجَرٌ عَلى حَجَرٍ إِلاَّ ويُنْقَض».

بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013

صلاة التّبشير الملائكي بتاريخ 26/ 12/ 2006

من المغارة إلى الصّليب

نحتفل اليوم، غداة الاحتفال بميلاد الرّب يسوع، بعيد القديس إسطفانس الشمّاس وهو أوّل الشّهداء. للوهلة الأولى، إنّ قرب هذه الذّكرى من ولادة الفادي يبدو مفاجئًا لنا لأننا نشعر بدهشة أمام المفارقة بين السلام والفرح في بيت لحم وبين مأساة إسطفانس...  في الواقع، إننا نستطيع أن نتجاوز هذا التناقض إذا نظرنا مليًا وبعمق الى سرّ الميلاد. إنّ الطفل يسوع الممدّد في المغارة هو ابن الله الوحيد الذي صار إنسانًا وسيخلّص بني البشر بموته على الصليب. أمّا ما نراه الآن، فهي الأقماط الّتي تَلّفًّه داخل المغارة؛ وأمّا من بعد صلبه، سيُلفّ من جديد بكفن وسيُوضع في القبر. ليس من المصادفة إذًا إن كانت أيقَنَة الميلاد تُصَوّر أحيانًا المولود الإلهي وهو نائم داخل تابوت حجري صغير من أجل الإشارة الى أن الفادي وُلِد كي يموت، وُلِد كي يبذل حياته فدية عن الكلّ (راجع مر10: 45).إنّ القديس إسطفانس قد كان أوّل مَن ساروا على خطى الرّب يسوع المسيح بالاستشهاد؛ لقد مات كالمعلم الإلهي وهو يغفر ويصلّي من أجل جلّاديه (راجع أع 7: 60). خلال القرون المسيحيّة الأربعة الأولى، جميع القدّيسين المكرّمين في الكنيسة كانوا شهداءً. كان عددهم لا يُحصى، وفي الطقس الكنسي كانوا يُدعون "محفل الشهداء النقّي" ... لم يكن موتهم يوحي بالخوف أو الحزن بل بحماس روحي، حماس يجلب دائمًا مسيحيين جُدُد. بالنسبة للمؤمنين، يوم الموت، وأكثر من ذلك، يوم الاستشهاد، ليس نهاية كل شيء، بل هو الانتقال الى الحياة الأبدية- إنه يوم الولادة النهائيّة. عند هذا ندرك ما هي الصّلة التي تربط ولادة يسوع بيوم ولادة إسطفانس النهائيّة. لو أنّ الرّب يسوع لم يولد على الأرض، ما كان الناس سيولدون في السماء. بوضوح تام، فلأنّ الرّب يسوع المسيح قد وُلد نستطيع أن "نولد من جديد".


#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.