قالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلاميذِهِ: «أَنْتُمُ الَّذينَ ثَبَتُّم مَعِي في تَجَارِبي،
فَإِنِّي أُعِدُّ لَكُمُ المَلَكُوتَ كَمَا أَعَدَّهُ لي أَبِي،
لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتي، في مَلَكُوتِي. وسَتَجْلِسُونَ عَلَى عُرُوش، لِتَدِينُوا أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الٱثْنَي عَشَر.
سِمْعَان، سِمْعَان! هُوَذَا الشَّيْطَانُ قَدْ طَلَبَ بِإِلْحَاحٍ أَنْ يُغَرْبِلَكُم كَالْحِنْطَة.
ولكِنِّي صَلَّيْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِئَلاَّ تَفْقِدَ إِيْمَانَكَ. وَأَنْتَ، مَتَى رَجَعْتَ، ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ».
فقَالَ لَهُ سِمْعَان: «يَا رَبّ، إِنِّي مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَمْضِيَ مَعَكَ إِلَى السِّجْنِ وَإِلى المَوْت».
فَقَالَ يَسُوع: «أَقُولُ لَكَ، يَا بُطْرُس: لَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ اليَوْمَ إِلاَّ وَقَدْ أَنْكَرْتَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعْرِفُنِي!».
ٱلنَّشِيدُ ٣٤
أَيُّهَا ٱلرَّاعِي ٱلصَّالِـحُ ٱلَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِ ٱلْـخِرَافِ (رَاجِعْ يُو ١٠: ١١)، أَسْرِعْ، أَنْتَ أَيُّهَا ٱلْقُدُّوسُ، لِإِنْقَاذِ قَطِيعِكَ...بَعْدَ ٱلْعَشَاءِ، قَالَ ٱلرَّبُّ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ: "يَا أَوْلَادِي، يَا تَلَامِيذِي ٱلْأَعِزَّاءُ، هَا هِيَ ذِي سَاعَةٌ آتِيَةٌ، بَلْ قَدْ أَتَتْ، فِيهَا تَتَفَرَّقُونَ، فَيَذْهَبُ كُلُّ وَاحِدٍ فِي سَبِيلِهِ، وَتَتْرُكُونِي وَحْدِي" (رَاجِعْ يُو ١٦: ٣٢). وَفِيمَا أُصِيبَ ٱلْجَمِيعُ بِٱلذُّهُولِ، صَرَخَ بُطْرُسُ: "حَتَّىٰ لَوْ أَنْكَرَكَ ٱلْجَمِيعُ، أَنَا لَنْ أَنْكُرَكَ. سَأَبْقَىٰ مَعَكَ؛ سَأَمُوتُ مَعَكَ، صَارِخًا لَكَ: أَسْرِعْ، أَنْتَ أَيُّهَا ٱلْقُدُّوسُ، لِإِنْقَاذِ قَطِيعِكَ."مَاذَا تَقُولُ، أَيُّهَا ٱلْمُعَلِّمُ؟ أَنَا سَأَنْكُرُكَ؟ أَنَا سَأَتَخَلَّىٰ عَنْكَ وَأَهْرُبُ؟ وَنِدَاؤُكَ، وَٱلشَّرَفُ ٱلَّذِي مَنَحْتَنِيهِ، أَلَنْ أَذْكُرَ ذٰلِكَ؟ أَنَا مَا زِلْتُ أَذْكُرُ كَيْفَ غَسَلْتَ قَدَمَيَّ، وَقُلْتَ لِي إِنَّنِي سَأَنْكُرُكَ. أَنَا أَرَاكَ مُجَدَّدًا تَقْتَرِبُ حَامِلًا وِعَاءَ ٱلْمَاءِ، أَنْتَ ٱلَّذِي تَسْنُدُ ٱلْأَرْضَ وَتَحْمِلُ ٱلسَّمَاءَ. بِهَاتَيْنِ ٱلْيَدَيْنِ ٱلَّتَيْنِ جَبَلَتَانِي، غُسِلَتْ قَدَمَايَ لِلتَّوِّ، وَأَنْتَ تُعْلِنُ أَنَّنِي سَأَقَعُ وَسَأَتَوَقَّفُ عَنِ ٱلصُّرَاخِ لَكَ: أَسْرِعْ، أَنْتَ أَيُّهَا ٱلْقُدُّوسُ، لِإِنْقَاذِ قَطِيعِكَ؟".عَلَىٰ هٰذَا ٱلْـكَلاَمِ، أَجَابَ خَالِقُ ٱلْإِنْسَانِ بُطْرُسَ: "مَاذَا تَقُولُ، يَا صَدِيقِي بُطْرُسُ؟ أَنْتَ لَنْ تُنْكِرَنِي؟ أَنْتَ لَنْ تَهْرُبَ مِنِّي؟ أَنْتَ لَنْ تَتَخَلَّىٰ عَنِّي؟ أَنَا أَيْضًا أُودُّ ذٰلِكَ، وَلٰكِنَّ إِيمَانَكَ مُتَرَنِّـحٌ، وَلَا يُمْكِنُكَ أَنْ تُقَاوِمَ ٱلتَّجَارِبَ. هَلْ تَذْكُرُ كَيْفَ كِدْتَ تَغْرَقُ لَوْ لَمْ أَمُدَّ لَكَ يَدِي؟ لِأَنَّكَ مَشَيْتَ فِعْلًا عَلَى ٱلْمَاءِ، تَمَامًا مِثْلِي، وَلٰكِنَّكَ سُرْعَانَ مَا خِفْتَ وَبَدَأْتَ تَغْرَقُ (رَاجِعْ مَتّ ١٤: ٢٨). لِذٰلِكَ، أَسْرَعْتُ نَحْوَكَ، فِيمَا كُنْتَ تَصْرُخُ: أَسْرِعْ، أَنْتَ أَيُّهَا ٱلْقُدُّوسُ، لِإِنْقَاذِ قَطِيعِكَ."أَقُولُ لَكَ ذٰلِكَ مُنْذُ ٱلْآنَ: قَبْلَ صِيَاحِ ٱلدِّيكِ، سَتَخُونُنِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؛ وَتَارِكًا أَمْوَاجَ ٱلْـبَحْرِ تَغْمُرُ رُوحَكَ وَتَلْطِمُهَا مِنَ ٱلْجَوَانِبِ كُلِّهَا، سَتُنْكِرُنِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. أَنْتَ ٱلَّذِي صَرَخْتَ فِي ٱلسَّابِقِ، وَٱلَّذِي سَتَبْكِي ٱلْآنَ، لَنْ تَجِدَنِي مُجَدَّدًا لِأَمُدَّ لَكَ يَدِي كَمَا فِي ٱلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى: فَأَنَا سَأَسْتَخْدِمُهَا لِأَكْتُبَ رِسَالَةَ مَغْفِرَةٍ لِمَصْلَحَةِ أَحْفَادِ آدَمَ كُلِّهِمْ. سَأُحَوِّلُ جَسَدِي ٱلَّذِي تَرَاهُ إِلَىٰ وَرَقَةٍ، وَدَمِي إِلَىٰ حِبْرٍ، كَيْ أَدَوِّنَ ٱلْهِبَةَ ٱلَّتِي أُوَزِّعُهَا بِلَا ٱنْقِطَاعٍ عَلَى ٱلَّذِينَ يَصْرُخُونَ: أَسْرِعْ، أَنْتَ أَيُّهَا ٱلْقُدُّوسُ، لِإِنْقَاذِ قَطِيعِكَ!"
#شربل سكران بالله