قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها.
فَمَنْ آمَنَ وَٱعْتَمَدَ يَخْلُص، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَسَوْفَ يُدَان.
وهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنين: بِٱسْمِي يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِين، ويَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَة،
ويُمْسِكُونَ الْحَيَّات، وَإِنْ شَرِبُوا سُمًّا مُمِيتًا فَلا يُؤْذِيهِم، ويَضَعُونَ أَيْدِيَهُم عَلى المَرْضَى فَيَتَعَافَوْن».
وبَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ٱلرَّبُّ يَسُوع، رُفِعَ إِلى السَّمَاء، وجَلَسَ عَنْ يَمِينِ ٱلله.
أَمَّا هُم فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا في كُلِّ مَكَان، والرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُم وَيُؤَيِّدُ الكَلِمَةَ بِمَا يَصْحَبُها مِنَ الآيَات.
عظة (أيّار 98)، 1-2
لقد صعد اليوم ربّنا يسوع المسيح إلى السماء؛ فليصعدنّ قلبنا معه. فلنصغِ إلى ما قاله القدّيس بولس: "فأَمَّا وقد قُمتُم مع المسيح، فاسعَوا إلى الأُمورِ الَّتي في العُلى حَيثُ المسيحُ قد جَلَسَ عن يَمينِ الله" (كول 3: 1). فكما أنّ الرّب يسوع قد صعد ولم يبتعد عنّا، كذلك نجد أنفسنا معه فوق، على الرغم من أنّ ما قد وُعِدنا به لم يتحقّق بعد في بشريّتنا. هو رُفِعَ إلى ما فوق السماوات، لكنّه ما زال يتألّم معنا، نحن أعضاءه على الأرض. لقد شهد على ذلك عندما صرخ من فوق قائلاً: "شاول، شاول، لماذا تضطهدني؟" (أع 9: 4)، وأيضًا: "لأنّي جعت فأطعمتموني" (مت 25: 35). لماذا لا نعمل على هذه الأرض لنستريح منذ الآن معه في السماء، من خلال الإيمان والرجاء والمحبّة التي تربطنا به؟ هو الموجود في السماء، موجود أيضًا معنا؛ ونحن الموجودين على الأرض، موجودون أيضًا معه. هو يستطيع تحقيق ذلك من خلال ألوهيّته وقدرته وحبّه؛ أمّا نحن، إذا كنّا عاجزين عن التصرّف مثله من خلال الألوهيّة، لكنّنا نستطيع القيام بذلك من خلال الحبّ. هو لم يغادر السماء قطّ عند نزوله إلينا، وكذلك لم يغادرنا عند صعوده إلى السماء... قبل صعوده، وعد بالبقاء معنا، حتّى خلال وجوده في السماء قائلاً: "هاءنذا معكم طوال الأيّام إلى نهاية العالم" (مت 28: 20).
#شربل سكران بالله