قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «لا يَضْطَرِبْ قَلْبُكُم! آمِنُوا بِٱللهِ وآمِنُوا بِي.
في بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَة، وإِلاَّ لَقُلْتُهُ لَكُم. أَنَا ذَاهِبٌ لأُعِدَّ لَكُم مَكَانًا.
وإِذَا مَا ذَهَبْتُ وأَعْدَدْتُ لَكُم مَكَانًا، أَعُودُ وآخُذُكُم إِليَّ، لِتَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا حَيْثُ أَكُونُ أَنَا.
وأَنْتُم تَعْرِفُونَ الطَّرِيقَ إِلى حَيْثُ أَنَا ذَاهِب».
قَالَ لَهُ تُومَا: «يَا رَبّ، لا نَعْلَمُ إِلى أَيْنَ تَذْهَب، فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّريق؟».
قَالَ لَهُ يَسُوع: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ والحَقُّ والحَيَاة. لا أَحَدَ يَأْتِي إِلى الآبِ إِلاَّ بِي.
المسار الروحي نحو الربّ، الجزء السابع
مَن يركّز نظره كليًّا على الرّب يسوع المسيح المعلّق على الصليب، بإيمان ورجاء ومحبّة وتفاني وإعجاب وابتهاج وامتنان وثناء وفرح، ذاك المرء يحتفل بالفصح معه، أي أنّه ينطلق لعبور البحر الأحمر بفضل عصا الصليب (راجع خر 14: 16). وعند مغادرته مصر، يدخل الصحراء لكي يتذوّق "المنّ الخفي" (راجع رؤ 2: 17)، ولكي يرتاح مع الرّب يسوع المسيح في القبر، كأنّه مات خارجيًّا وفي نفس الوقت يختبر، إلى الحدّ الذي يسمح به تقدّمه، ما قاله الرّب يسوع المسيح على الصليب لأحد المجرمين المعلّقين قربه: " سَتكونُ اليَومَ مَعي في الفِردَوس" (لو 23: 42)... خلال هذا العبور، إن أردنا أن نكون كاملين، يجب علينا التخلّي عن التكهّنات الفكريّة كلّها. فعلى كلّ رغبة أن تنتقل وتتحوّل في الربّ. هذا هو سرّ الأسرار الذي "لا يَعرِفه إِلاَّ الَّذي يَنالُه" (رؤ 2: 17)... إن كنت تبحث عن كيفيّة حصول ذلك، اسأل النعمة لا المعرفة، إرادتك العميقة لا فكرك، تأوّه صلاتك لا شغفك للقراءة. اسأل الزوج لا المعلّم، الربّ لا الإنسان.
#شربل سكران بالله