18 Jun
18Jun


إنجيل القدّيس يوحنّا 26-15:14

قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «إِنْ تُحِبُّونِي تَحْفَظُوا وَصَايَاي.
وأَنَا أَسْأَلُ الآبَ فَيُعْطِيكُم بَرَقلِيطًا آخَرَ مُؤَيِّدًا يَكُونُ مَعَكُم إِلى الأَبَد.
هُوَ رُوحُ ٱلحَقِّ الَّذي لا يَقْدِرُ العَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لا يَرَاه، ولا يَعْرِفُهُ. أَمَّا أَنْتُم فَتَعْرِفُونَهُ، لأَنَّهُ مُقيمٌ عِنْدَكُم، وهُوَ فِيكُم.
لَنْ أَتْرُكَكُم يَتَامَى. إِنِّي آتِي إِلَيْكُم.
عَمَّا قَلِيلٍ لَنْ يَرانِيَ العَالَم، أَمَّا أَنْتُم فَتَرَونَنِي، لأَنِّي أَنَا حَيٌّ وأَنْتُم سَتَحْيَون.
في ذلِكَ اليَومِ تَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا في أَبِي، وأَنْتُم فِيَّ، وأَنَا فيكُم.
مَنْ كَانَتْ لَدَيْهِ وَصَايَاي ويَحْفَظُهَا، هُوَ الَّذي يُحِبُّنِي. ومَنْ يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وأَنَا أُحِبُّهُ وأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي».
قَالَ لَهُ يَهُوذَا، لا ذَاكَ الإِسْخَريُوطِيّ: «يَا رَبّ، مَاذَا جَرَى حَتَّى تُظْهِرَ ذَاتَك لَنَا، لا لِلعَالَم؟».
أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «مَنْ يُحِبُّنِي يَحْفَظُ كَلِمَتِي، وأَبِي يُحِبُّهُ وإِلَيْهِ نَأْتِي، وعِنْدَهُ نَجْعَلُ لَنَا مَنْزِلاً.
مَنْ لا يُحِبُّنِي لا يَحْفَظُ كَلِمَتِي. والكَلِمَةُ الَّتِي تَسْمَعُونَهَا لَيْسَتْ كَلِمَتِي، بَلْ كَلِمَةُ الآبِ الَّذي أَرْسَلَنِي.
كَلَّمْتُكُم بِهذَا، وأَنَا مُقِيمٌ عِنْدَكُم.
لكِنَّ البَرَقْلِيط، الرُّوحَ القُدُس، الَّذي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِٱسْمِي، هُوَ يُعَلِّمُكُم كُلَّ شَيء، ويُذَكِّرُكُم بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُم.

القدّيس هيلاريوس (315 - 367)، أسقف بواتييه وملفان الكنيسة

الثّالوث، 2: 31-35

«وَأَنا سأَسأَلُ الآب فيَهَبُ لَكم مُؤَيِّداً آخَرَ يَكونُ معَكم لِلأَبَ، رُوحَ الحَقِّ الَّذي لا يَستَطيعُ العالَمُ أَن يَتَلَقَّاه لأَنَّه لا يَراه ولا يَعرِفُه»

"إِنَّ اللهَ رُوح"، هذا ما قالَه الربّ للسامريّة...؛ وبما أنّ الربّ غير منظور، لا يَحدُّه عقل ولا حدود له، سوف "تَأتي ساعةٌ فيها تَعبُدونَ الآب لا في هذا الجَبَل ولا في أُورَشَليم... فعَلَى العِبادِ أَن يَعبُدوهُ بِالرُّوحِ والحَقّ" (يو 4: 21–24). "إِنَّ اللهَ رُوح"، والرُّوح لا يمكن تطويقه أو ضبطه في اليد؛ فمن خلال قوّة طبيعتِه، هو حاضرٌ في كلِّ مكان وليس بغائبٍ عن أيِّ مكان؛ هو نفسه يفيضُ من كلِّ شيء. لذلك، وَجبَ علينا أن نعبدَ -بواسطة الرُّوح القدس- الله الذي هو روح...لقد أكّدَ الرسول بولس هذا حين كتبَ: "إنَّ الرَّبَّ هو الرُّوح، وحَيثُ يَكونُ رُوحُ الرَّبّ، تَكونُ الحُرِّيَّة" (2كور 3: 17)... فَلتَتوقّف إذًا حجَجُ الذين يرفضون الرُّوح. إنّ الرٌّوح القدس هو أحد، يملأ الوجود، ينوِّر الآباء والأنبياء وجمع الذين شاركوا في وضع الشريعة. لقد أوحى ليوحنّا المعمدان منذ أن كان في بطن أمِّه؛ وحلَّ أخيرًا على التلاميذ وجميع المؤمنين ليعرفوا الحقيقة التي أُعطِيَت لهم بالنعمة.ما هي أعمال الرُّوح فينا؟ فَلنُصغِ إلى كلام الربّ نفسه: "لا يَزالُ عِنْدي أَشْياءُ كثيرةٌ أَقولُها لَكم ولكِنَّكُم لا تُطيقونَ الآنَ حَملَها." (يو 16: 12) "إِنَّه خَيرٌ لَكم أَن أَذهَب. فَإِن لم أَذهَبْ، لا يَأتِكُمُ المُؤيِّد. أَمَّا إِذا ذَهَبتُ فأُرسِلُه إِلَيكُم... فَمتى جاءَ هوَ، أَي رُوحُ الحَقّ، أَرشَدكم إِلى الحَقِّ كُلِّه" (يو 16: 7+13)... بهذه الكلمات، انكشفَتْ لنا إرادة الواهب إضافة إلى طبيعة ذاك الذي وهَبَه لنا ودوره. لأنّ ضعفَنا لا يسمح لنا معرفة الآب ولا الابن؛ كما يصعبُ علينا فهم سرّ تجسُّد الله. فإنّ هبة الرّوح القدس، الذي يؤازرنا بشفاعته، هي التي تنوِّرنا...غير أنّ هذه الهبة الفريدة الموجودة في الرّب يسوع المسيح مُقدَّمة لنا جميعًا في الملء. إنّ الرُّوح القدس موجود في كلّ مكان، لكنّه يُعطى لكلِّ واحدٍ بقدر ما يريد قبوله. هذا الرُّوح القدس يمكثُ معنا حتّى انقضاء الدهر، وهو عزاؤنا في وقت الانتظار، هو عربون الخيرات المرجوّة، هو نور ضمائرنا، ونور أنفسنا.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.