تَمَّ زَمَانُ إِليصَابَاتَ لِتَلِد، فَوَلَدَتِ ٱبْنًا.
وسَمِعُ جِيرانُهَا وأَقَارِبُها أَنَّ الرَّبَّ قَدْ عَظَّمَ رَحْمَتَهُ لَهَا، فَفَرِحُوا مَعَهَا.
وفي اليَوْمِ الثَّامِنِ جَاؤُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيّ، وسَمَّوْهُ بِٱسْمِ أَبِيهِ زَكَريَّا.
فأَجَابَتْ أُمُّهُ وَقالَتْ: «لا! بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا!».
فقَالُوا لَهَا: «لا أَحَدَ في قَرابَتِكِ يُدْعَى بِهذَا ٱلٱسْم».
وأَشَارُوا إِلى أَبِيهِ مَاذَا يُريدُ أَنْ يُسَمِّيَهُ.
فطَلَبَ لَوْحًا وكَتَب: «إِسْمُهُ يُوحَنَّا!». فَتَعَجَّبُوا جَمِيعُهُم.
وٱنْفَتَحَ فَجْأَةً فَمُ زَكَرِيَّا، وٱنْطَلَقَ لِسَانُهُ، وَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ ويُبَارِكُ ٱلله،
فَٱسْتَولى الخَوْفُ على جَمِيعِ جِيرانِهِم، وتَحَدَّثَ النَّاسُ بِكُلِّ هذِهِ الأُمُورِ في كُلِّ جَبَلِ اليَهُودِيَّة.
وكانَ كُلُّ مَنْ سَمِعَ بِذلِكَ يَحْفَظُهُ في قَلْبِهِ قَائِلاً: «ما عَسَى هذَا الطِّفْلُ أَنْ يَكُون؟». وكانَتْ يَدُ الرَّبِّ حَقًّا مَعَهُ.
عظة في كييف بتاريخ 24 /06 /2001
"إِنَّ الرَّبَّ دَعاني مِنَ البَطْن وذَكَرَ اسْمي مِن أَحْشاءِ أُمِّي" (إش 49: 1). إننّا نحتفل اليوم بولادة القدّيس يوحنّا المعمدان. إنّ كلمات النّبي إشعيا تنطبق جيّدًا على هذه الشّخصيّة الكتابيّة الكبيرة الّتي تتوسّط العهدين: الجديد والقديم. في اللائحة الطّويلة لأنبياء وأبرار إسرائيل، وضعت العناية الإلهيّة يوحنّا "المعمدان" مباشرة قبل الرّب يسوع المسيح، لكي يُعِدّ له الطّريق بواسطة التّبشير وشهادة الحياة."مِن بَطنِ أُمِّي أَنتَ أَخرَجتَني"(مز 71[70]: 6). اليوم يمكننا أن نجعل هذا التعجّب خاصّتنا. لقد عرَفَنا الله وأحبّنا حتّى قبل أن تتمكّن أعيينا من التأمّل بروائع الخليقة. عند الولادة، يتلقّى كلّ إنسان اسمًا بشريًّا. لكن حتّى قبل ذلك، هو يملك اسمًا إلهيًّا: الاسم الذي به يعرفه الله الآب ويحبّه منذ الأزل وإلى الأبد. هكذا هو الأمر للجميع، بدون استثناء. ما من إنسان مجهول عند اللهّ! للجميع قيمة متساوية في نظره: جميعهم مختلفون، لكنّهم جميعًا متساوون، والكلّ مدعوّون ليكونوا أبناءً في الابن."اِسمُهُ يوحَنَّا" (لو 1: 63). أكّد زكريا للأهل المتعجّبين على اسم ابنهم بكتابته على لوح. الله نفسه، بواسطة ملاكه، أشار إلى هذا الاسم الذي يعني في العبريّة "الله يتحنّن". الله يتحنّن على الإنسان: هو يريده أن يحيا، ويريد خلاصه. الله يتحنّن على شعبه: هو يريد أن يجعل منه بركة لكلّ أمم الأرض. الله يتحنّن على البشريّة: هو يقود مسيرتها نحو الأرض التي يسودها السلام والعدل. كلّ ذلك مدوّن في هذا الاسم: يوحنّا!
#شربل سكران بالله