25 Jun
25Jun


إنجيل القدّيس لوقا 37-25:10

إِذَا عَالِمٌ بِالتَّوْرَاةِ قَامَ يُجَرِّبُ يَسُوعَ قَائِلاً: «يا مُعَلِّم، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ ٱلحَياةَ الأَبَدِيَّة؟».
فَقَالَ لَهُ: «مَاذَا كُتِبَ في التَّوْرَاة؟ كَيْفَ تَقْرَأ؟».
فَقَالَ: «أَحْبِبِ ٱلرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَكُلِّ نَفْسِكَ، وَكُلِّ قُدْرَتِكَ، وَكُلِّ فِكْرِكَ، وَأَحْبِبْ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ».
فَقالَ لَهُ يَسُوع: «بِالصَّوابِ أَجَبْتَ. إِفْعَلْ هذَا فَتَحْيَا».
أَمَّا هُوَ فَأَرادَ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ، فَقَالَ لِيَسُوع: «وَمَنْ هُوَ قَريبِي؟».
فَأَجابَ يَسُوعُ وَقَال: «كانَ رَجُلٌ نَازِلاً مِنْ أُورَشَلِيمَ إِلى أَرِيحَا، فَوَقَعَ في أَيْدِي اللُّصُوص، وَعَرَّوهُ، وَأَوْسَعُوهُ ضَرْبًا، وَمَضَوا وَقَدْ تَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْت.
وَصَدَفَ أَنَّ كَاهِنًا كَانَ نَازِلاً في تِلْكَ الطَّرِيق، وَرَآهُ، فَمَالَ عَنْهُ وَمَضَى.
وَمَرَّ أَيْضًا لاوِيٌّ بِذلِكَ المَكَان، وَرَآهُ، فَمَالَ عَنْهُ وَمَضَى.
ولكِنَّ سَامِرِيًّا مُسَافِرًا مَرَّ بِهِ، وَرَآهُ، فَتَحَنَّنَ عَلَيْه،
وَدَنَا مِنْهُ، وَضَمَّدَ جِرَاحَهُ، سَاكِبًا عَلَيْها زَيْتًا وَخَمْرًا. ثُمَّ وَضَعَهُ عَلَى دَابَّتِهِ، وَذَهَبَ بِهَ إِلى الفُنْدُق، وٱعْتَنَى بِهِ.
وفي الغَد، أَخْرَجَ دِينَارَينِ وَأَعْطاهُمَا لِصَاحِبِ الفُنْدُق، وَقَالَ لَهُ: إِعْتَنِ بِهِ، وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ فَأَنَا أُوفِيكَ عِنْدَ عَوْدَتي.
فَمَا رَأْيُكَ؟ أَيُّ هؤُلاءِ الثَّلاثَةِ كَانَ قَريبَ ذلِكَ الرَّجُلِ الَّذي وَقَعَ في أَيْدِي اللُّصُوص؟».
فَقَالَ: «أَلَّذي صَنَعَ إِلَيْهِ ٱلرَّحْمَة». فَقَالَ لَهُ يَسُوع: «إِذْهَبْ، وٱصْنَعْ أَنْتَ أَيْضًا كَذلِكَ».

القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 - 379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة

شرح لإنجيل القدّيس لوقا

«ووَصَلَ إِلَيه سَامِرِيٌّ... ورَآهُ فأَشفَقَ علَيه»

كانَ سامِريٌ نازِلاً في ذلكَ الطريق. "فمن ذا الّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء إِلاَّ الَّذي صَعِدَ إلى السَّماء وهو ابنُ الإِنسان الّذي هو في السّماء؟" (راجع يو 3: 13). حين رأى السامريّ ذاك الإنسان شبه ميت ولم يستطع أحد قبله أن يشفيه...، دَنا منه؛ هذا يعني أنّ الربّ بقبوله مشاركتنا الألم جعل من نفسه قريبًا لنا، وبإشفاقه علينا جعل من نفسه جارًا لنا."وضَمَدَ جِراحَه، وصَبَّ علَيها زَيتًا وخَمرًا". إنّ لدى هذا الطبيب أدويةً كثيرةً اعتاد على الشفاء بواسطتها. فكلماته دواء: هذه كلمة تضمّد الجراح، وأخرى تصبّ عليها الطيب، وأخرى تصبّ الخمر الشافي... "ثُمَّ حَمَلَه على دابّتِه". اسمع كيف يحملك أنت: "لقَد حَمَلَ هو آلاَمَنا واحتَمَلَ أَوجاعَنا" (إش 53: 4). وقد حمل الراعي أيضًا خروفه المتعب على كتفيه (راجع لو 15: 5)..."وذَهَبَ بِه إِلى فُندُقٍ واعتَنى بِأَمرِه"... لكنّ السامري لم يكن بإمكانه المكوث طويلاً على أرضنا؛ كان عليه العودة إلى المكان الّذي نزل منه. إذًا، "وفي الغَدِ" - ما هو هذا الغد غير يوم قيامة الربّ من بين الأموات، هذا اليوم الّذي قيل فيه: "هذا هو اليَومُ الَّذي صَنَعَه الرَّبُّ" (مز 118 [117]: 24) - "أَخرَجَ دينارَيْن، ودَفَعهما إِلى صاحِبِ الفُندُق ِوقال: اِعتَنِ بِأَمرِه". وما هما هذان الديناران؟ ربّما هما العهدان، الحاملان رسم الآب الأزليّ والّلذان بثمنهما قد شفيت جراحنا... طوبى لصاحب الفندق هذا، الّذي بإمكانه أن يشفي جراح الآخرين! طوبى لذلك الّذي قال له الربّ يسوع: "مَهْما أَنفَقتَ زيادةً على ذلك، أُؤَدِّيهِ أَنا إِليكَ عِندَ عَودَتي"... إنّ الربّ يَعِدُ إذًا بالمكافأة. متى يكون يوم عودتك يا ربّ، إن لم يكن في يوم القضاء؟ فرغم أنّك حاضر دائمًا في كلّ مكان، وتقف بيننا بدون أن نعرفك، سيأتي يوم يرى فيه كلّ ذي جسدٍ مجيئك. وسوف تؤدّي ما عليك من دَين. كيف ستفعل ذلك، يا ربّي يسوع؟ لقد وعدت الصالحين بمكافأة سخيّة في السماء، ولكنّك سوف تعطي أكثر حين تقول: "أَحسَنتَ أَيُّها الخادِمُ الصَّالِحُ الأَمين! كُنتَ أَمينًا على القَليل، فسأُقيمُكَ على الكَثير؛ أُدخُلْ فَرَحَ سَيِّدِكَ" (مت 25: 21).


#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.