27 Jun
27Jun


إنجيل القدّيس متّى 38-36:9

رَأَى يَسُوعُ الجُمُوعَ تَحَنَّنَ عَلَيْهِم، لأَنَّهُم كَانُوا مَنْهُوكِيْن، مَطْرُوحِينَ مِثْلَ خِرَافٍ لا رَاعِيَ لَهَا.
حينَئِذٍ قَالَ لِتَلامِيْذِهِ: «إِنَّ الحِصَادَ كَثِيْر، أَمَّا الفَعَلَةُ فَقَلِيْلُون.
أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ الحِصَادِ أَنْ يُخِرِجَ فَعَلَةً إِلى حِصَادِهِ».

المجمع الفاتيكانيّ الثاني

نور الأمم (Lumen Gentium)، دستور عقائدي في الكنيسة، الأعداد 3-5

«إِذهَبوا وَأَعلِنوا في ٱلطَّريق، أَن قَدِ ٱقتَرَبَ مَلَكوتُ ٱلسَّمَوات»

عملاً بمشيئة الآب أنشأ  الرّب يسوع المسيح ملكوت الله على الأرض ، وكشفَ لنا عن سرّه، وحقّقَ بطاعته فداءَنا. وبدأت الكنيسة، أي ملكوت الرّب يسوع المسيح الحاضر حضورًا سريًّا، تنمو بقدرة الله في العالم، نموًّا ظاهرًا. وهذان الإبتداء والنمو يرمز إليهما الدم والماء الخارجان من جنب الرّب يسوع المطعون على الصليب (يو 19: 34)، وتشير إليهما كلمات الربّ في موته مصلوبًا: "وأمّا أنا فمتى ارتفَعتُ عن الأرض اجتذبتُ إليّ كلّ شيء" (يو 12: 32).وسرّ الكنيسة المقدّسة يتجلّى في تأسيسها. فالربّ يسوع أنشأ الكنيسة بإعلانه البشرى السّارة، أي مجيء ملكوت الله الموعود في الأسفار المقدّسة منذ الدهور: "فإنّ الزمان قد تمّ، وملكوت الله ههنا" (راجع مر 1: 15؛ مت 4: 17). ويتجلّى هذا الملكوت على عيون الناس في كلام الرّب يسوع المسيح، وأعماله، وحضوره: فكلمة الربّ قد شُبِّهَت بزرع يُزرَع في الحقل (مر 4: 14)، فالذين يصغون إليها بإيمان وينضَوون إلى قطيع المسيح الصغير (لو 12: 32)، ينالون هذا الملكوت بالذات. ثمّ إنّ الزرع ينبتُ بقوّته الذاتيّة، وينمو إلى يوم الحصاد (مر 4: 26-29). أمّا معجزات الرّب يسوع، فهي الدليل على أنّ الملكوت قد أتى على الأرض: "فَلئن كنتُ بإصبع الله أُخرجُ الشياطين فلأنّ ملكوت الله قد أتى في ما بينكم" (لو 11: 20). بيدَ أنّ الملكوت قد تجلّى أوّل ما تجلّى، في شخص الرّب يسوع المسيح بالذات، ابن الله وابن الإنسان، الذي "إنّما أتى ليَخدُمَ، ويبذل نفسه فدية عن الجماعة" (مر 10: 45).ولمّا نهضَ الرّب يسوع حيًّا، بعد ما قاسى الموت صلبًا لأجل الناس، ظهرَ مُنَصَّبًا ربًّا ومسيحًا وحبرًا إلى الأبد (أع 2: 36؛ عب 5: 6)؛ وأفاضَ على تلاميذه الروح الذي وعدَ به الآب (أع 2: 32). ومن ثمّ فالكنيسة، وقد جُهّزَت بمواهب مؤسّسها، وتسلك بأمانة في حفظ وصاياه في المحبّة والتواضع والكفر بالذات، تسلّمَت رسالة الدعوة بملكوت الله والرّب يسوع المسيح، وإنشائه في جميع الأمم، فكانت على الأرض بذرة هذا الملكوت وبدأه. غير أنّها فيما كانت تنمو شيئًا فشيئًا كانت تصبو إلى كمال هذا الملكوت، راجيةً ومتمنّيةً بكلّ قواها أن تتّحد بملكها في المجد.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.