قالَ الربُّ يَسوعُ: «سَمِعْتُم أَنَّه قِيل: أَحْبِبْ قَريبَكَ وأَبْغِضْ عَدُوَّكَ.
أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُم، وصَلُّوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُم،
لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَاوَات، لأَنَّه يُشْرِقُ بِشَمْسِهِ عَلى الأَشْرَارِ والأَخْيَار، ويَسْكُبُ غَيْثَهُ عَلى الأَبْرَارِ والفُجَّار.
فَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذينَ يُحِبُّونَكُم، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُم؟ أَلَيْسَ العَشَّارُونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟
وإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلى إِخْوَتِكُم وَحْدَهُم، فَأَيَّ فَضْلٍ عَمِلْتُم؟ أَلَيْسَ الوَثَنِيُّونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟
فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِين، كمَا أَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ هُوَ كَامِل.
ٱلْقَاعِدَةُ ٱلْأُولَى، §٢٢
عَلَيْنَا، أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ، أَنْ نَتَأَمَّلَ بَٱنْتِبَاهٍ مَا قَالَهُ ٱلرَّبُّ يَسُوعُ: "أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ وَصَلُّوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُمْ". إِنَّ رَبَّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ، ٱلَّذِي يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَقْتَفِيَ آثَارَهُ (رَاجِع ١بُط ٢: ٢١)، قَدْ نَادَى مَنْ خَانَهُ وَأَسْلَمَهُ: "يَا صَدِيقِي" (رَاجِع مَت ٢٦: ٥٠)، وَقَدْ أَسْلَمَ نَفْسَهُ لِصَالِبِيهِ بِكَامِلِ إِرَادَتِهِ.إِذًا، فَإِنَّ كُلَّ مَنْ يُلْحِقُونَ بِنَا – زُورًا – ٱلْمِحَنَ وَٱلْهُمُومَ، ٱلشَّتَائِمَ وَٱلْإِهَانَاتِ، ٱلْآلَامَ وَٱلْعَذَابَاتِ، ٱلشَّهَادَةَ وَٱلْمَوْتَ، هُمْ أَصْدِقَاؤُنَا. وَيَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نُحِبَّهُمْ كَثِيرًا، لِأَنَّ مَا يُسَبِّبُونَهُ لَنَا يُؤُولُ بِنَا إِلَىٰ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.
#شربل سكران بالله