دَنَا إِلى يَسُوعَ فَرِّيسِيُّونَ وكَتَبَةٌ مِنْ أُورَشَليمَ وقَالُوا لَهُ:
لِمَاذَا يُخَالِفُ تَلامِيذُكَ تَقْليدَ الشُّيُوخ، فلا يَغْسِلُونَ أَيْدِيَهُم عِنْدَمَا يَتَنَاوَلُونَ طَعَامًا؟.
فَأَجَابَ وقَالَ لَهُم: «وَأَنْتُم، لِمَاذَا تُخَالِفُونَ وَصِيَّةَ اللهِ مِنْ أَجْلِ تَقْليدِكُم؟
فَٱللهُ قَال: أَكْرِمْ أَبَاكَ وأُمَّكَ، ومَنْ يَلْعَنْ أَبَاهُ أَو أَمَّهُ فَلْيُقْتَلْ قَتْلاً.
أَمَّا أَنْتُم فَتَقُولُون: إِنَّ مَنْ قَالَ لأَبِيهِ أَو أُمِّهِ: مَا يُمْكِنُني أَنْ أُسَاعِدَكَ بِهِ قَدَّمْتُهُ قُرْبَانًا لِلْهَيْكَل،
لا يَعُودُ مُلْزَمًا بِإِكْرَامِ أَبِيْهِ أَو أُمِّهِ. فَمِنْ أَجْلِ تَقْليدِكُم أَبْطَلتُم كَلِمَةَ الله!
يَا مُرَاؤُون، حَسَنًا تَنَبَّأَ عَلَيْكُم آشَعْيا قَائِلاً:
هذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيه، أَمَّا قَلْبُهُ فَبَعِيدٌ جِدًا عَنِّي.
وبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي، وهُم يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ لَيْسَتْ إِلاَّ وصَايَا بَشَر».
المربي، الجزء الثالث
لدينا الوصايا العشر، الّتي أعطاها الله لنا بواسطة موسى...، ولدينا أيضًا كلّ ما توصي به قراءة الكتب المقدّسة، ومنها ما نقله لنا أشعيا: "فاغتَسِلوا وتَطَهَّروا وأَزيلوا شَرَّ أَعْمالِكم مِن أَمامِ عَينَيَّ وكُفُّوا عنِ الإِساءَة... تَعَلَّموا الإِحسانَ والتَمِسوا الحَقّ قَوِّموا الظَّالِمَ وأَنصِفوا اليَتيم وحاموا عنِ الأَرمَلَة. تَعالَوا نَتَناقَش، يَقولُ الرَّبّ..." (إش 1: 16-18). ولكن لدينا أيضًا قوانين الكلمة، كلمة الربّ، كلام التشجيع غير المكتوب على ألواح من حجر بإصبع الربّ (راجع خر 24: 12)، ولكنّه مكتوب في قلب البشر(راجع 2كور 3: 3)... هاتان الشريعتان خدمتا الكلمة في تربية البشر، بفم موسى أوّلاً، ومن ثمّ بفم الرسل.لكنّنا بحاجة إلى معلّم كي يشرح هذه الكلمات المقدّسة...؛ هو الذي سوف يعلّمنا كلمات الربّ. المدرسة هي كنيستنا؛ معلّمنا الوحيد هو العريس، الإرادة الطيّبة لأب صالح، الحكمة الأصليّة، قداسة المعرفة. "فهو كفّارة لخطايانا"، كما قال القدّيس يوحنّا (1يو 2: 2)؛ إنّه هو الذي يشفي أجسادنا ونفوسنا، الإنسان بكليّته، هو يسوع الذي يعتبر "كَفَّارة لِخَطايانا لا لِخَطايانا وحْدَها بل لِخَطايا العالَمِ أَجمعَ. وما نَعرِفُ بِه أَنَّنا نَعرِفُه هو أَن نَحفَظَ وَصاياه (1يو 2: 3). "مَن قالَ إِنَّه مُقيمٌ فيه وَجَبَ علَيه أَن يَسِيرَ هو أَيضًا كما سارَ يَسوع" (1يو 2: 6). نحن الذين هم تلاميذ هذه التربية الطوباويّة، نكمل وجه الكنيسة الجميل ونسرع مثل الأولاد الصغار نحو هذه الأمّ الممتلئة طيبة. فلنسمعْ كلمة الربّ؛ فلنمجّدْ الأستعداد الطوباوي الذي يرشدنا بواسطة هذا المعلّم ويقدّسنا كأبناء الله. سنصبح مواطنين في السماء إذا كنّا تلاميذ هذا المعلّم على الأرض، سوف نفهم هناك في العُلى كلّ ما علّمنا بخصوص الآب.
#شربل سكران بالله