14 Jul
14Jul


إنجيل القدّيس متّى 20-10:15

دَعَا يَسُوعُ الجَمْعَ وقَالَ لَهُم: «إِسْمَعُوا وٱفْهَمُوا:
لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَان، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الفَمِ هُوَ مَا يُنَجِّسُ الإِنْسَان».
حينَئِذٍ دَنَا مِنْهُ التَّلاميذُ وقَالُوا لَهُ: «أَتَعْلَمُ أَنَّ الفَرِّيسيِّينَ تَشَكَّكُوا حِيْنَ سَمِعُوا هذَا الكَلام؟».
فَأَجَابَ وقَال: «كُلُّ غَرْسَةٍ لَمْ يَغرِسْهَا أَبي السَّماوِيُّ تُقلَع.
دَعُوهُم! إِنَّهُم عُمْيَانٌ قَادَةُ عُمْيَان. وإِنْ كَانَ أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى، فَكِلاهُمَا يَسْقُطَانِ في حُفْرَة».
فَأَجَابَ بُطْرُسُ وقَالَ لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا هذَا المَثَل».
فقَال: «وهَلْ أَنْتُم أَيْضًا إِلى الآنَ لا تَفْهَمُون؟
أَلا تُدْرِكُونَ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ الفَمَ يَنْزِلُ إِلى الجَوف، ثُمَّ يُدْفَعُ إِلى الخَلاء؟
أَمَّا مَا يَخْرُجُ مِنَ الفَمِ فَمِنَ القَلْبِ يَصْدُر، وهُوَ مَا يُنَجِّسُ الإِنْسَان.
فَمِنَ القَلْبِ تَصْدُرُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَة، والقَتْلُ، والزِّنَى، والفُجُور، والسَّرِقَة، وشَهَادَةُ الزُّور، والتَّجْدِيف.
تِلْكَ هِيَ الأُمُورُ الَّتِي تُنَجِّسُ الإِنْسَان. أَمَّا الأَكْلُ بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ فَلا يُنَجِّسُ الإِنْسَان».

جان سكوت إيريجين (؟ - نحو 870)، راهب بِندِكتيّ إيرلنديّ

عظة حول مقدّمة إنجيل القدّيس يوحنّا، 11

«إِنَّهُم عُميانٌ يَقودونَ عُميانًا»

أيّها  اللاهوتيّ القدّيس (يوحنّا الإنجيليّ)، لقد دعَوتَ أولاً ابنَ الله "كلمة"، كلمة الله؛ ثمّ دعَوتَه "حياة" و"نور" (راجع يو 1: 1 + 4). وبِصَواب غيّرتَ تسمياته، لِتُفهِمَنا مَعانِيًا مختلفة. أسمَيتَه "كلمة" لأنّ الآب قال به كلّ الأشياء، إذ قال فكان (راجع مز 33[32]: 9). أسمَيتَه "نورًا وحياة" لأنّ الابن هو أيضًا نور وحياة لكلّ الأشياء التي به كانت. ماذا يُنير؟ لا شيء سوى ذاته وأبيه... يُنير ذاته، يجعل ذاته معروفًا للعالم، ويُظهِر ذاته للذين لا يعرفونه. فنور معرفة الله كان قد ترك العالم عندما تخلّى الإنسان عن الله.يظهر النور الأبديّ للعالم بطريقتين: بواسطة الكتاب المقدّس، وبواسطة الخَلق (راجع مز 18؛ رو 1: 20). لا تتجدّد فينا معرفة الله إلاّ من خلال الكتاب المقدّس ورؤية الخَلق. تعمّقوا بكلمات الله واحفظوا معناها في قلوبكم، فتتعلّموا معرفة الكلمة. تلمّسوا بحواسّكم الجسديّة الأشكال الرائعة للأشياء التي في متناول حواسّنا، وسوف تكتشفون فيها الله الكلمة. في هذه الأشياء كلّها، لن تُظهِر لنا الحقيقةُ سوى الكلمة ذاته الّذي صنع كلّ شيء (راجع يو 1: 3). لا يمكنكم مشاهدة أيّ شيء آخَر خارجًا عنه، لأنّه هو كلّ شيء. هو موجود في كلّ ما هو موجود، أيًّا كان.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.