قالَ الربُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «أَيَّ مَدِينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا وقَبِلُوكُم، فكُلُوا مِمَّا يُقَدَّمُ لَكُم.
وٱشْفُوا المَرْضَى فيها، وقُولُوا: لَقَدِ ٱقْتَرَبَ مِنْكُم مَلَكُوتُ الله!
وَأَيَّ مَدينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا وَلَمْ يَقْبَلُوكُم، فَٱخْرُجُوا إِلَى سَاحَاتِهَا وقُولُوا:
إِنَّنَا نَنْفُضُ لَكُم حَتَّى الغُبَارَ العَالِقَ بِأَرْجُلِنَا مِنْ مَدِينَتِكُم. وَلكِنِ ٱعْلَمُوا هذَا أَنَّهُ قَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ الله.
وَأَقُولُ لَكُم: إِنَّ سَدُومَ سَيَكُونُ مَصِيرُهَا في ذلِكَ اليَوْمِ أَخَفَّ وَطْأَةً مِنْ مَصِيرِ تِلْكَ المَدِينَة.
رسالة الفادي (Redemptoris missio)، العدد 30
بينما البشريّة تتحرّك وتفتّش، يتطلّب عصرنا دفعًا جديدًا في النشاط الإرسالي. إنّ آفاق الرسالة وإمكانيّاتها تتّسع، ونحن المسيحيّين، مدعوّون إلى الشجاعة الرسوليّة، المؤسَّسة على الثقة بالروح. إنّه هو المحرّك للرسالة! تحوّلات عديدة وفاعلة، في تاريخ البشريّة، حرّكت الديناميّة الإرساليّة، والكنيسة، بقيادة الرُّوح القدس، لبّت دائمًا بسخاء وبعد نظر. ولم تعوز الثمار. لقد احتُفل مؤخّرًا بألفيّة التبشير بالإنجيل في روسيا والشعوب السلافيّة، بينما يتمّ التوجيه نحو الإحتفال بيوبيل الخمس مئة لتبشير أميركا. لقد احتُفل أيضًا مؤخّرا بمئويّة الإرساليّات الأولى في عدد من بلدان آسيا وأفريقيا وأوقيانيا. على الكنيسة أن تواجه اليوم تحدّيات أخرى، في مسيرتها نحو حدود جديدة إن بالنسبة إلى الإرساليّات الأولى "إلى الأمم" أو بالنسبة إلى التبشير بالإنجيل شعوبًا قد قبلت بشرى الرّب يسوع المسيح. المطلوب اليوم من جميع المسيحيّين، ومن الكنائس الخاصّة ومن الكنيسة الجامعة الشجاعة نفسها التي كانت تنعش رسل الماضي، وروح الاستعداد نفسه للإصغاء إلى صوت الرُّوح.
#شربل سكران بالله