24 Jul
24Jul


إنجيل القدّيس لوقا 37-29:10

أَرادَ عَالِمُ التَوْرَاةِ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ، فَقَالَ لِيَسُوع: «وَمَنْ هُوَ قَريبِي؟».
فَأَجابَ يَسُوعُ وَقَال: «كانَ رَجُلٌ نَازِلاً مِنْ أُورَشَلِيمَ إِلى أَرِيحَا، فَوَقَعَ في أَيْدِي اللُّصُوص، وَعَرَّوهُ، وَأَوْسَعُوهُ ضَرْبًا، وَمَضَوا وَقَدْ تَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْت.
وَصَدَفَ أَنَّ كَاهِنًا كَانَ نَازِلاً في تِلْكَ الطَّرِيق، وَرَآهُ، فَمَالَ عَنْهُ وَمَضَى.
وَمَرَّ أَيْضًا لاوِيٌّ بِذلِكَ المَكَان، وَرَآهُ، فَمَالَ عَنْهُ وَمَضَى.
ولكِنَّ سَامِرِيًّا مُسَافِرًا مَرَّ بِهِ، وَرَآهُ، فَتَحَنَّنَ عَلَيْه،
وَدَنَا مِنْهُ، وَضَمَّدَ جِرَاحَهُ، سَاكِبًا عَلَيْها زَيْتًا وَخَمْرًا. ثُمَّ وَضَعَهُ عَلَى دَابَّتِهِ، وَذَهَبَ بِهَ إِلى الفُنْدُق، وٱعْتَنَى بِهِ.
وفي الغَد، أَخْرَجَ دِينَارَينِ وَأَعْطاهُمَا لِصَاحِبِ الفُنْدُق، وَقَالَ لَهُ: إِعْتَنِ بِهِ، وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ فَأَنَا أُوفِيكَ عِنْدَ عَوْدَتي.
فَمَا رَأْيُكَ؟ أَيُّ هؤُلاءِ الثَّلاثَةِ كَانَ قَريبَ ذلِكَ الرَّجُلِ الَّذي وَقَعَ في أَيْدِي اللُّصُوص؟».
فَقَالَ: «أَلَّذي صَنَعَ إِلَيْهِ ٱلرَّحْمَة». فَقَالَ لَهُ يَسُوع: «إِذْهَبْ، وٱصْنَعْ أَنْتَ أَيْضًا كَذلِكَ».

بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013

الرّسالة العامّة: "الله محبّة (Deus caritas est)"، العدد 15

«فمَن كانَ في رأيِكَ، مِن هؤلاءِ الثَّلاثَة، قَريبَ الَّذي وَقَعَ بِأَيدي اللُّصوص؟»

إنّ مَثَل السامريّ الصالح يوضح أمرين مهمينَ جداً: حتى ذلك الوقتِ، بينما كان مفهوم "القريب" يدلُّ جوهرياً على الأشخاص المنتمين لذات الشعب بالإضافة للغرباء الذين استقرّوا في أرضِ إسرائيل؛ بكلمةٍ أخرى، كان يدلّ على جماعةٍ متماسكة في بلدٍ أو في شعبٍ معيَّن. أمّا الآن فقد أُلغيت تلك الحدود. فأيّ شخصٍ يَحتاجُني، وبإمكاني مساعدته هو قريبي.يتّخذُ إذاً مفهومُ "القريبِ" بُعداً شمولياً، ومع ذلكَ يَبْقى واقعيّاً. فعلى الرغم مِنْ أَنَّه يمتدّ ليشملَ كُلّ البشرية، لا يمكن اختصاره بمجرَّد صيغة حبٍّ عام ونظريّ، حبٍّ لا يَدْعو إلى التزام، إنّما يتطلَّبُ التزاميَ العمليّ هنا والآن. يبقى هنا واجب الكنيسة الدائم تأويل العلاقةِ بين القريب والبعيد لأجل حياةِ أعضائها العمليّة. أخيراً، يَجِبُ أَنْ نَذْكرَ المَثَلَ الكبير الذي يتحدَّث عن الدينونة الأخيرة (راجع مت 25: 31-46). الذي فيه يُصبحُ الحبُّ معياراً للقرارِ الحاسم حول قيمة أو لا قيمة حياةٍ إنسانيةٍ ما. لقد جعل الرّب يسوع هويتهُ واحدةً مع أولئكَ المُحتاجين، الجياعِ، العطشى، الغرباء، العراة، المرضى والمسجونين. "كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه" (مت 25: 40). إن حبّ الله وحبّ القريب قد أَصْبَحا واحداً: في أقل الناس شأناً نَجِدُ الرّب يسوعَ نفسه، وفي الرّب يسوع نَجِدُ الله.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.