قالَ الرَبُّ يَسُوع: «ٱلوَيْلُ لَكُم، أَيُّها الفَرِّيسِيُّون! لأَنَّكُم تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاء، وَآبَاؤُكُم هُمُ الَّذِينَ قَتَلُوهُم.
فَأَنْتُم إِذًا شُهُود! وَتُوَافِقُونَ عَلَى أَعْمَالِ آبَائِكُم، لأَنَّهُم هُمْ قَتَلُوهُم وَأَنْتُم تَبْنُونَ قُبُورَهُم.
وَلِهذَا قَالَتْ حِكْمَةُ الله: أُرْسِلُ إِلَيْهِم أَنْبِياءَ وَرُسُلاً، فَيَقْتُلُونَ مِنْهُم وَيَضطَهِدُون،
لِكَي يُطْلَبَ مِنْ هذا الجِيلِ دَمُ جَمِيعِ الأَنْبِيَاء، أَلَّذي سُفِكَ مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم،
مِنْ دَمِ هَابيلَ إِلى دَمِ زَكَرِيَّا، الَّذي قُتِلَ بَيْنَ المَذْبَحِ وَالهَيكَل. نَعَم، أَقُولُ لَكُم، إِنَّهُ سَيُطْلَبُ مِنْ هذَا الجِيل.
العظة الثانية لليوم الأوّل من الصوم
"مَزِّقوا قُلوَبَكم لا ثِيابَكم واْرجِعوا إِلى الرَّبِّ إِلهكم"، يقول النبيّ (يوء 2: 13). مَن منكم إرادته عرضة بشكل خاص للعناد؟ فليمزّق قلبه "بسَيفِ الرُّوح، أَي كَلِمَةِ الله" (أف 6: 17). ليمزّقه ويحوّله إلى غبار، إذ لا يمكننا أن نعود إلى الربّ إلاّ "بقلبٍ مُنكَسِرٍ مُنسَحقٍ" (مز51[50]: 19)... استمع إلى إنسان وجده الله بحسب قلبه: "قَلْبي مُستَعِدٌّ يا أَلله قَلْبي مُستَعِدّ" (مز57[56]: 8). هو مستعدّ للشدّة، مستعدّ للنجاح، مستعدّ للأشياء المتواضعة، مستعدّ للأشياء المنزّهة، هو مستعدّ لكلّ ما تأمر به... "قَلْبي مُستَعِدٌّ يا أَلله قَلْبي مُستَعِدّ". مَن مِثلَ داود، مستعدّ أن يخرج ويدخل ويمشي بحسب مشيئة الملك؟وكان داود يقول أيضًا بشأن الخطأة: "غَلُظَت مِثلَ الشَّحْمِ قُلوبُهم وأَنا تَنَعَّمتُ بِشَريعَتِكَ." (مز 119[118]: 70). إنّ قساوة القلب وعناد النّفس يأتيان من كوننا نتأمّل إرادتنا الخاصة بدل من التّأمّل بشريعة الله.
#شربل سكران بالله