12 Sep
12Sep


إنجيل القدّيس لوقا 17-13:16

قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ: «لا يَقْدِرُ عَبْدٌ أَنْ يَعْبُدَ رَبَّين. فَإِمَّا يُبْغِضُ الوَاحِدَ وَيُحِبُّ الآخَر، أَو يُلازِمُ الوَاحِدَ وَيرْذُلُ الآخَر. لا تَقْدِرُون أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ وَالمَال».
وكَانَ الفَرِّيسِيُّون، وَهُمْ مُحِبُّونَ لِلْمَال، يَسْمَعُونَ هذَا كُلَّهُ، وَيَتَهَكَّمُونَ عَلَيْه.
فَقَالَ لَهُم: «أَنْتُم تَتَظَاهَرُونَ بِالبِرِّ أَمَامَ النَّاس، ولكِنَّ اللهَ يَعْرِفُ قُلُوبَكُم؛ لأَنَّ الرَّفِيعَ عِنْدَ النَّاسِ هُوَ رَجَاسَةٌ أَمَامَ الله.
دَامَتِ التَّوْرَاةُ وَالأَنْبِياءُ حَتَّى يُوحَنَّا. وَمِنْ ذلِكَ الحِينِ يُبَشَّرُ بِمَلَكُوتِ الله، وَكُلُّ إِنْسَانٍ يَغْصِبُ نَفْسَهُ لِيَدْخُلَهُ.
ولكِنْ لأَسْهَلُ أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ مِنْ أَنْ تَسْقُطَ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ التَّوْرَاة.

القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 - 379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة

شرح لإنجيل القدّيس لوقا، 7

«اِتَّخِذوا لكم أَصدِقاءَ بِالمالِ الحَرام»

"ما مِن خادِمٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن". هذا لا يعني أنّ هناك سَيِّدَيْن؛ لا يوجد سوى سيّد واحد. فلا يحقّ للمال أن يكون سيّدًا حتّى لو كان هناك أشخاص يخدمونه، لأنّ هؤلاء قد اختاروا نير العبوديّة. في الواقع، لا يؤمّن المال سلطة عادلة، بل يفرض عبوديّة ظالمة. لهذا السبب، قال الربّ: "اِتَّخِذوا لكم أَصدِقاءَ بِالمالِ الحَرام"(لو 16: 9)، حتّى نستطيع من خلال كَرَمنا تجاه الفقراء أن نحصل على حظوة الملائكة وبقية القدّيسين.لم يطلْ الانتقاد الوكيل في الإنجيل، (راجع لو 16: 1-12) لكي نَعلم بأنّنا لسنا أسيادًا بل نحن وكلاء على ثروات الآخرين. وبالرغم من ارتكاب الوكيل خطأ، فقد أشيد به، لأنّه حصل على الأصدقاء من خلال مسامحته للآخرين باسم سيّده. لقد أجاد الرّب يسوع الكلام عن "المالِ الحَرام" لأنّ البخل يُخضِع ميولنا للتجربة من خلال إغراءات الثروات المتنوّعة لدرجة أنّنا نريد أن نكون عبيدًا لها. لهذا السبب قال: "فَإِذا لم تَكونوا أُمَناء على المالِ الحَرام، فعَلى الخَيرِ الحَقِّ مَن يَأَتَمِنُكم؟" (لو 16: 11) الثروات غريبة عنّا لأنّها خارج طبيعتنا، فهي لا تولد معنا ولا تتبعنا في الموت. وعلى العكس من ذلك، فالرّب يسوع المسيح هو لنا لأنّه الحياة ... فلا نكونَنّ عبيدًا للممتلكات الخارجيّة، لأنّه يجب ألاّ نعترف بربّ إلاّ الرّب يسوع المسيح.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.