وصَلَ يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى كَفَرْنَاحُوم، ولَمَّا دَخَلَ البَيْتَ سَأَلَهُم: «بِمَ كُنْتُم تَتَجَادَلُونَ في الطَّريق؟».
فَظَلُّوا صَامِتين، لأَنَّهُم تَجَادَلُوا في الطَّريقِ في مَنْ هُوَ الأَعْظَم.
فجَلَسَ يَسُوع، ودَعَا ٱلٱثْنَي عَشَر، وقَالَ لَهُم: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَكُونَ الأَوَّل، فَلْيَكُنْ آخِرَ الجَمِيعِ وخَادِمَ الجَمِيع».
ثُمَّ أَخَذَ طِفْلاً وأَقَامَهُ في وَسَطِهِم، وضَمَّهُ بِذِرَاعَيْه، وقَالَ لَهُم:
مَنْ قَبِلَ بٱسْمِي وَاحِدًا مِنْ أَمْثَالِ هؤُلاءِ الأَطْفَال، فَهُوَ يَقْبَلُنِي. ومَنْ يَقْبَلُنِي فلا يَقْبَلُنِي أَنَا بَلِ الَّذي أَرْسَلَنِي.
العظة 58
يقول الرسول بولس أنّنا، نحن المسيحيّين بأجمعنا، جسد الرّب يسوع المسيح وأعضاؤه، (راجع 1كور 12: 27). فعند قيامة الرّب يسوع المسيح، قام كلّ أعضائه معه، وبينما كان يعبر من الجحيم الى الأرض، جعلنا نعبر من الموت إلى الحياة. فكلمة "فصح" في العبريّة تعني العبور أو الخروج. أليس هذا السرّ هو العبور من الشرّ إلى الخير؟ وأيّ عبور! من الخطيئة إلى البرّ، ومن الرذيلة إلى الفضيلة، ومن الشيخوخة إلى الطفولة. وأعني هنا بالطفولة، تلك التي تأتي من البساطة، لا من العمر. لأنّ للفضائل كذلك عمرها. بالأمس كان فساد الخطيئة يقودنا إلى السقوط. لكنّ قيامة الرّب يسوع المسيح تحيينا في براءة الأطفال. فالبساطة المسيحيّة تتبنّى الطفولة.إنّ الطفل لا ضغينة لديه، وهو لا يعرف الخداع، ولا يجرؤ أن يضرب. هكذا، فإنّ هذا الطفل الذي هو المسيحي لا يغضب إذا شُتِمَ، ولا يدافع عن نفسه إذا جرّد من أشيائه، ولا يَضرِبُ إن ضُرِب. بل فإنّ الربّ يطلب منه أن يصلّي لأعدائه، وأن يترك قميصه ورداءه للسارقين، ويعرضَ الخدّ الآخر لمَن يلطمونه (راجع مت 5: 39 وما يليها).إنّ طفولة الرّب يسوع المسيح تتعدّى طفولة البشر... فهذه تدين ببراءتها إلى ضعفها، أمّا طفولة المسيح فتدين بها لفضيلتها. وهي جديرة بتقدير أكبر كذلك: فنبذها للشرّ ينبع من إرادتها، لا من عجزها.
#شربل سكران بالله