25 Sep
25Sep


إنجيل القدّيس مرقس 31-28:10

بَدَأَ بُطْرُسُ يَقُولُ لَيَسُوع: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنا كُلَّ شَيءٍ وتَبِعْنَاك!».
قالَ يَسُوع: أَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: ما مِنْ أَحَدٍ تَرَكَ، مِنْ أَجْلِي ومِنْ أَجْلِ الإِنْجِيل، بَيْتًا، أَوْ إِخْوَةً، أَوْ أَخَوَاتٍ، أَوْ أُمًّا، أَوْ أَبًا، أَوْ أَوْلادًا، أَوْ حُقُولاً،
إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ، الآنَ في هذَا الزَّمَان، بُيُوتًا، وَإِخْوَةً، وَأَخَوَاتٍ، وأُمَّهَاتٍ، وأَوْلادًا، وحُقُولاً، مَعَ ٱضْطِهَادَات، وفي الدَّهْرِ الآتِي حَيَاةً أَبَدِيَّة.
كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين، وآخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين».

القدّيسة تيريزيا الكالكوتيّة (1910 - 1997)، مؤسِّسة الأخوات مرسلات المحبّة

ما من حبّ أعظم، ص.95

«ها قد تَركْنا نَحنُ كُلَّ شَيءٍ وتَبِعناكَ»

إن الثّروات، المادّية منها أو الروحيّة، يمكن أن تخنقنا إن لم نستخدمها بالطريقة الصحيحة. فالله نفسه لا يمكن أن يضع أي شيء في قلب ممتلئ أصلاً. فيومًا ما، سَتَظهر حتمًا شهوة للمال وطمع بكلّ ما يمكن للمال أن يجلبه – البحث عمّا هو غير جوهري، عن الرّفاهيّة فيما يمكن أن يؤكل، أو يلبس أو يسلّي. حينها تزداد الحاجات، وتجرّ الواحدة منها الأخرى. لكن بعد فترة يتملّكنا شعور بعدم الرِّضا، لا يمكننا السيطرة عليه. فلنبق إذًا فارغين قدر الإمكان، لكي يتمكّن الله من ملئنا. إن ربّنا مثال حيّ على ذلك: فمنذ اليوم الأول لوجوده البشريّ، عرف فقرًا لا يمكن لأي كائن بشريّ أن يختبره، "فقَدِ افتَقَرَ لأَجْلِكُم وهو الغَنِيُّ" (2كور 8: 9). لقد أفرغ الرّب يسوع المسيح نفسه من كلّ ثروته. وهنا يظهر التناقض: إن أردتُ أن أكون فقيرًا كالرّب يسوع المسيح الذي أصبح فقيرًا رغم كونه غنيًّا، فماذا أفعل؟ سيكون من المعيب لنا أن نكون أغنى من الرّب يسوع الذي بسببنا تحمّل الفقر. على الصليب، جُرِّد الرّب يسوع المسيح من كلّ شيء. فالصليب نفسه أعطاه إياه بيلاطس؛ والمسامير والإكليل، من الجنود. كان عاريًا. عند موته، جُرِّد من الصليب، وُسحِبَت منه المسامير والإكليل. لُفَّ بقطعة من القماش قدّمتها له نفس سخيّة، ودفن في قبرٍ لم يكن له. بينما كان يمكن للرّب يسوع أن يموت كملك أو حتى أن يوفّر عنه الموت. لكنّه اختار الفقر لأنه كان يعرف أنه السبيل الحقيقي للحصول على الله ولحمل محبّته إلى الأرض.



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.