شَرَعَ يَسُوعُ يُبَكِّتُ المُدُنَ الَّتي جَرَتْ فيها أَكْثَرُ أَعْمَالِهِ القَدِيرَة، لأَنَّهَا مَا تَابَتْ، فَقَال:
«أَلوَيْلُ لَكِ يا كُورَزِين! أَلوَيلُ لَكِ يا بَيْتَ صَيْدا! لأَنَّهُ لَو جَرَى في صُورَ وصَيْدا مَا جَرَى فيكُمَا مِنْ أَعْمَالٍ قَدِيرَة، لَتَابَتَا مِنْ زَمَانٍ في المِسْحِ والرَّمَاد!
ولكِنَّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ صُورَ وصَيْدا، سَيَكُونُ مَصِيرُهُمَا، في يَومِ الدِّين، أَخَفَّ وَطْأَةً مِنْ مَصِيرِكُما!
وأَنْتِ يَا كَفَرْنَاحُوم، أَلَنْ تَرْتَفِعي إِلى السَّمَاء؟ فَإِلى الجَحيمِ سَتَهْبِطِين! لأَنَّهُ لَوْ جَرى في سَدُومَ مَا جَرى فيكِ مِنْ أَعْمَالٍ قَدِيرَة، لَبَقِيَتْ إِلى اليَوم!
لكنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ أَرْضَ سَدُوم، سَيَكُونُ مَصِيرُهَا، في يَوْمِ الدِّين، أَخَفَّ وَطْأَةً مِنْ مَصِيرِكِ!.»
دراسة حول المزامير السبعة الخاصّة بالتوبة
لنصرخ مع النّبيّ داود ولنستمع إليه يبكي ولنزرف معه الدموع. لننظر كيف تعافى ولنفرح معه بالقول: "اِرحَمْني يا أَللهُ بِحَسَبِ رَحمَتِكَ وبِكَثرَةِ رأفَتِكَ اَمْحُ مَعاصِيَّ" (مز 51[50]: 3)فَلنضع نُصُب أعين نفسنا إنسانًا مُصابًا بجروح خطيرة، على وشك لفظ نفسه الأخير، ويرزح عاريًا في الغبار. في غمر رغبته في رؤية الطبيب، يئنّ ويطلب مِمّن يفهم حالته الرحمة. فالخطيئة هي جرح في النّفس. أنت أيّها المجروح، اعلم بأنّ طبيبك موجودٌ في داخلك، فاكشف له عن جراح خطاياك. فليسمع أنين قلبك، هو الذي يعرف كلّ فكرة خفيّة. دعه يتأثّر بدموعك، وإن كان يجب البحث عنه بإلحاح، ارفع إليه من صميم قلبك تنهّداتٍ عميقة. ليَصِلْ ألمك إليه وليُقَلْ لكَ أنت أيضًا كما قيل لداود: "أَنَّ الرَّبَّ أَيضًا قد نَقَلَ خطيئَتَكَ عنكَ، فلا تَموت" (2صم 12: 13)." اِرحَمْني يا أَللهُ بِحَسَبِ رَحمَتِكَ". إنّ أولئك الذين يقلّلون من أهميّة ذنبهم لأنّهم لا يعرفون ذلك الحنان الكبير، هؤلاء لا يجذبون إليهم إلاّ القليل من الحنان. بالنسبة إليّ، أنا عالمٌ بآثامي وقد ارتكبت الخطايا بوعي كامل. لكن أنت، أيّها الطبيب الكليّ القدرة، فإنّك تؤدّب أولئك الذين يحتقرونك، وتعلّم أولئك الذين يجهلون خطاياهم وتغفر لأولئك الذين يعترفون بها لك.
#شربل سكران بالله