05 Sep
05Sep


إنجيل القدّيس متّى 10.5-1:18

في تِلْكَ السَّاعَة، دَنَا التَّلامِيذُ مِنْ يَسُوعَ وقَالُوا: «مَنْ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات؟».
فَدَعَا يَسُوعُ طِفْلاً، وأَقَامَهُ في وَسَطِهِم،
وقَال: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَعُودُوا فَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَطْفَال، لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَات.
فَمَنْ وَاضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هذَا الطِّفْلِ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات.
ومَنْ قَبِلَ بِٱسْمِي طِفْلاً وَاحِدًا مِثْلَ هذَا فَقَدْ قَبِلَني.
أُنْظُرُوا، لا تَحْتَقِرُوا أَحَدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَار، فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ مَلائِكتَهُم في السَّمَاوَاتِ يُشَاهِدُونَ كُلَّ حِينٍ وَجْهَ أَبِي الَّذي في السَّمَاوَات.

القدّيس يوحنّا ماري فِيَنّي (1786 - 1859)، كاهن وخوري آرس

عظة لعيد الملائكة الحرّاس

«ها أَنا مُرسِلٌ أَمامَكَ مَلاكاً لِيَحفَظَكَ في الطَّريق ويأَتِيَ بِكَ إِلى المَكانِ الَّذي أَعدَدتُه» (خر 23: 20)

على الرغم من أنّ الله قادر على بسط سلطه على هذا العالم بمفرده، إلا أنّه يعتمد أيضًا على خدمة ملائكته... فإذا اعتبرنا أنّ الله يهتم بحياتنا بقدر كبير، لا بدّ لنا من أن نستنتج بأنّ نفسنا كبيرة جدًّا وثمينة للغاية ما دام يقوم بكلّ ما في وسعه من أجل صونها وتقديسها. لقد وهبنا ابنه لكي يخلّصنا؛ كما أنّ هذا الابن نفسه يعطينا ملاكًا أو أكثر ليرافق كلّ فرد منّا، ويعنى بشكل أساسيّ بطلب النعم وما يساعدنا في بلوغ الخلاص... آه، كم إنّ الإنسان لا يقدّر قيمة نفسه، وكم لا يدرك الغاية التي خُلق من أجلها! نحن نقرأ في الكتاب المقدّس أنّ الربّ كان يقول لشعبه: "ها أَنا مُرسِلٌ أَمامَكَ مَلاكاً لِيَحفَظَكَ في الطَّريق ويأَتِيَ بِكَ إِلى المَكانِ الَّذي أَعدَدتُه" (خر 23: 20).علينا أن نستدعي ملائكتنا الحرّاس على الدوام، وأن نحترمها، ونحاول بشكل خاصّ أن نقتدي بها في أعمالنا كلّها. وقد يكون أوّل ما يجدر بنا أن نقتدي به التفكير في حضور الله... في الواقع، إذا كان حضور الله يخترق كياننا، فكيف عسانا القيام بأعمال الشرّ؟ ذلك أن فضائلنا وأعمالنا الروحيّة الصالحة ترضي الله أكثر فأكثر... قال الله لإبراهيم: "سِرْ أَمامي وكُنْ كامِلاً" (تك 17: 1). كيف يمكننا أن ننسى الله ببساطة هكذا، في حين أنّه أمامنا على الدوام؟ لِمَ لا نشعر بالاحترام والعرفان لملائكتنا التي ترافقنا ليلاً ونهارًا؟ ... قد تقول في قرارة نفسك، "أنا بائس جدًا ولا أستحقّ ذلك". ولكنّنا يا إخوتي لا نغيب لحظةً عن بال لله، إ إنّه يرسل لنا ملاكًا لا يكفّ يوجّه خطواتنا. يا لهذا الفرح العارم الذي لا زال مع ذلك مجهولاً من البشر!



#شربل سكران بالله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.