05 Jun
05Jun

تأمل في إنجيل اليوم مع القديس البابا يوحنا بولس الثاني . 

«سيَفصِلونَكم مِنَ المَجامِع بل تأتي ساعةٌ يَظُنُّ فيها كُلُّ مَن يَقتُلُكم أَنَّهُ يُؤَدِّي للهِ عِبادة»


يتحدّث إنجيل الألم أولاً في مواضع مختلفة عن الألم "من أجل الرّب يسوع المسيح وبسببه"، وذلك بعبارات الرّب يسوع، أو بعبارات رسله. ولم يُخفِ الرّب عن رسله ومن كانوا يتبعونه ما سوف يلقون من عذابات قاسية، لكنه على العكس، يظهر لهم ذلك ويعلن، في الوقت عينه، ما سيرافقهم من تأييدٍ الهي في ما يقع عليهم من اضطهادات ويصيبهم من ضيقات "من أجل اسم الرّب يسوع". وستؤيّد هذه الآلام، بصورة فريدة، ما بينهم وبين الرّب يسوع المسيح من شبه، ومعه من وحدة. "إِذا أبغَضَكُمُ العالَمُ فَاعلَموا أَنَّه أَبغَضَني قَبلَ أَن يُبغِضَكم... ولكِن، لأَنَّكم لَستُم مِنَ العالَم إِذ إِنِّي اختَرتُكم مِن بَينِ العالَم فلِذلِكَ يُبغِضُكُمُ العالَم... ما كانَ الخادِمُ أَعظمَ مِن سَيِّده. إِذا اضطَهَدوني فسَيَضطَهِدونَكم أَيضاً.... لا بَل سيَفعَلونَ ذلكَ كُلَّه بِكُم مِن أَجْلِ اسمي لأَنَّهم لا يَعرفونَ الَّذي أَرسَلني". (يو 15: 18-21). "قُلتُ لَكم هذِه الأَشياء لِيكونَ لَكُم بيَ السَّلام. تُعانونَ الشِدَّةَ في العالَم ولكن ثِقوا إِنِّي قد غَلَبتُ العالَم"(يو 16: 33) وفي هذا الفصل الأول من إنجيل الألم الذي يتحدّث عن الاضطهادات، أي عن الضيقات من أجل الرّب يسوع المسيح، دعوة خاصة إلى رباطة الجأش وقوّة الشكيمة، بالاستناد إلى ما في القيامة من قوّة خارقة. لقد غلب الرّب يسوع المسيح العالم، في كل زمان، بقيامته. لكن، بما أن هذه القيامة ترتبط بالألم والصليب، فقد غلب الربّ يسوع، في الوقت عينه، العالم بآلامه. أجل لقد اندرج الألم، بطريقة خاصة، في هذه الغلبة على العالم التي ظهرت في القيامة واحتفظ الرّب يسوع في جسده القائم من الموت بآثار جراح الصليب: في يديه، ورجليه، وجنبه، وهو أظهر بالقيامة قوّة الألم الظافرة، ورسّخ الاعتقاد بجدوى هذه القوّة، سواء أكان في نفوس الرُّسل الذين اختارهم، أم في نفوس الذي لا يزال يختارهم ويرسلهم. ولهذا يقول الرسول: "فَجَميعُ الَّذينَ يُريدونَ أَن يَحيَوا حَياةَ التَّقْوى في المسيحِ يسوعَ يُضطَهَدون". (2تم 3: 12)



#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.