02 Jun
02Jun


"أَعلِنوا البِشارَةَ إِلى الخَلْقِ أَجمَعين"


بعد قيامة ربّنا من بين الأموات وبعد أن أوتي الرسل قوّة من العُلى بحلول الرّوح القدس (راجع لو 14: 49)، امتلأوا باليقين حول كلّ الأمور وصارت لديهم المعرفة الكاملة. فذهبوا حينئذ إلى أقاصي الأرض (راجع مز 19[18]: 5) ليعلنوا بشرى الإنجيل الّتي تأتينا من الله، ويبشرّوا الناس بالسلام الآتي من السماء، هم الّذين كانوا يمتلكون بشكل متساوٍ وكلّ على حِدَة إنجيل الله. هكذا، فإنّ متّى نشر إنجيلاً مكتوبًا لدى العبرانيّين بلغتهم بينما كان بطرس وبولس يكرزون ببشرى الإنجيل ويؤسّسون الكنيسة في روما. 

وبعد وفاتهما، قام مرقس -تلميذ بطرس ومترجمه – (راجع 1بط 5: 13) بنقل نبوءات بطرس إلينا بصورة كتابيّة. من جهته فإنّ لوقا، رفيق بولس، ألّف كتاب الإنجيل كما بشّر به بولس. وأخيرًا وليس آخرًا فإنّ يوحنّا، تلميذ الرّب، وهو نفسه من اتّكأ على صدره في العشاء السّري، نشر كتاب الإنجيل حين كان في أفسس. مرقس، مترجم بطرس وتلميذه، قدّم هكذا بداية إنجيله: "بَدءُ بِشارَةِ يسوعَ المسيحِ ابنِ الله: كُتِبَ في سِفرِ النَّبِيِّ إشَعيا: هاءنذا أُرسِلُ رَسولي قُدَّامَكَ لِيُعِدَّ طَريقَكَ"... نرى هنا أنّ مرقس جعل من كلام الأنبياء القدّيسين بداية إنجيله ومن أعلنه الأنبياء إلهًا وربًّا، فإنّ مرقس يضعه في البداية كأب لربنا يسوع المسيح...

 وفي نهاية إنجيله، يقول مرقس: "وبَعدَ ما كَلَّمَهُمُ الرَّبُّ يسوع، رُفِعَ إِلى السَّماء، وجَلَس عَن يَمينِ الله". إنّها تتميم لقول النبيّ: "قالَ الرَّبُّ لِسَيِّدي: إِجلِسْ عن يَميني حتَّى أَجعَلَ أَعداءَكَ مَوطِئًا لِقَدَمَيكَ" (مز 110[109]: 1).



#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.