27 May
27May


 «أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة. لا يَمْضي أَحَدٌ إِلى الآبِ إِلاَّ بي»


إنّ الرّب يسوع هو في الوقت نفسه الطّريق والغاية: الطّريق بحسب إنسانيّته، والهدف بحسب ألوهيّته. هكذا، وبكونه إنسانًا، يقول: "أَنا الطَّريقُ"، وبكونه الله يضيف قائلاً: "أَنا الحَقُّ والحَياة". 

تحدّد هاتان الكلمتان بشكل واضح غاية هذا الطريق، لأنّ غاية هذا الطريق، إنّما هي ما تصبو إليه الرغبة البشريّة... الرّب يسوع المسيح هو الطّريق الذي يقود إلى معرفة الحقّ، في حين هو نفسه هذا الحقّ: "عَلِّمْني يا رَبُّ طرقَكَ فأَسيرَ في حَقِّكَ" (مز86 [85]: 11). والرّب يسوع هو الطّريق الذي يؤدّي إلى الحياة، في حين هو نفسه الحياة: "ستُبَيَنُ لي سَبيلَ الحَياة" (مز16[15]: 11). 

فإذا كنتَ تبحثُ عن الممرّ، فما لكَ إلاّ المرور بالرّب يسوع المسيح، بما أنّه هو نفسه الطريق: "هذا هو الطَّريق فاسلُكوه إذا يامَنتُم وإذا ياسَرتُم" (إش30: 21). ويعلّقَ القدّيس أوغسطينُس قائلاً: "اتبَعْ الإنسان، فتَصِلْ إلى الله". فإنّه لمن الأفضل أن نعرجَ على الطريق على أن نسيرَ بخطواتٍ سريعةٍ خارج الطريق. فذاك الذي يعرجُ على الطريق يقتربُ من الغاية وإن لم يحرزْ أيّ تقدّم. أمّا ذاك الذي يسيرُ خارج الطريق، فكلّما ركضَ سريعًا، كلّما ابتعدَ عن الغاية. وإذا كنتَ تبحثُ أين تذهب، اتَّحدْ بالرّب يسوع، بما أنّه هو نفسه الحقيقة التي نتوقُ إليها: "بِالحَقَ يُتَمتِمُ فَي" (أم 8: 7). 

وإذا كنتَ تبحثُ أين تقيم، اتَّحدْ بالرّب يسوع، لأنّه هو نفسه الحياة: "فإِنَّه مَن وَجَدَني وَجَدَ الحَياة ونالَ رِضىً مِنَ الرَّبّ" (أم 8: 35).



#شربل سكران بألله 

#saintcharbel22 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.