07 Jun
07Jun



 «خَيرٌ لَكم أن أذهَب. فَإن لم أذهَبْ، لا يَأتِكُمُ المُؤيِّد. أمَّا إذا ذَهَبتُ فأُرسِلُه إلَيكُم »


يا إلهي، أيّها البارقليط الأزليّ، أنا أعبدك. أيّها النّور والحياة. 

كان بإمكانك الاكتفاء بأن ترسل لي من الخارج أفكارًا حسنة مرفقة بالنّعمة التي توحي بها وتحقّقها؛ هكذا كان بمقدورك أن تقودني في الحياة، وأن تطهّرني بعملك الداخلي حين يأتي موعد انتقالي إلى العالم الآخر. 

لكن بفعل رأفتك التي لا حدود لها، دخلتَ إلى نفسي منذ البدء، وحوّلتها إلى هيكل لك. بنعمتك، سكنتَ فيَّ بشكلٍ لا يوصف، وضمَمتَني إليك وإلى جماعة الملائكة والقدّيسين. أكثر من ذلك، أنت حاضرٌ شخصيًّا فيَّ، ليس فقط بنعمتك، إنّما أيضًا بكيانك ذاته، كما لو كنتُ، بشكلٍ ما، وفي هذه الحياة، منصهرًا بك مع حفاظي على شخصيّتي. وبما أنّك استحوذت أيضًا على جسدي رغم ضعفه، أصبح هو أيضًا هيكلاً لك (1كور 6: 19). إنّها لحقيقة باهرة ورهيبة! يا إلهي، أنا أؤمن بذلك، وأنا أعرف ذلك. كيف لي أن أقترف الخطيئة وأنت معي بهذه الحميميّة؟ هل يمكنني أن أنسى مَن معي ومَن فيّ؟ أيمكنني أن أطرد ذاك الضيف الإلهيّ باقترافي أقصى ما يمقته، الشيء الوحيد في العالم الذي يشكّل إهانة له، الحقيقة الوحيدة التي ليس منه؟ يا إلهي، لديّ حماية مزدوجة ضدّ الخطيئة: أوّلاً، الخوف من تدنيس كلّ ما فيّ، بحضورك؛ وثانيًا، الثقة بأنّ هذا الحضور ذاته سيحميني من الشرّ... في الشدائد وفي التجربة، سوف أناديك... بنعمتكَ، لن أتخلّى عنك أبدًا.




#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.