06 Jun
06Jun

تأمل من القديسة تريزا الأفيلية

راهبة كرملية وملفانة الكنيسة.

 

 "إذا أحبّني أحد... نأتي إليه ونقيم عنده"


في إحدى المرّات كنت غارقة بالتّأمّل بالله الّذي يرافقني دومًا في حياتي؛ ولطالما كان يبدو لي بقوّة أن الله موجود فيّ لدرجة أنني تذكّرت كلمة القدّيس بطرس حين قال: "أنت هو المسيح، ابن الله الحيّ" (مت 16: 16)، لأنّ الله كان فعلاً حيًّا فيّ. هذا الإدراك لم يكن يشبه غيره؛ كان يعظّم قدرة الإيمان؛ لا يمكننا الشكّ في أنّ حضور الثالوث في نفوسنا هو من خلال حضور مميّز، من خلال قدرته ومن خلال جوهره. الشعور بذلك هو ميزة مهمّة جدًّا للتمكّن من إعلان حقيقة كهذه. فيما كنت متعجّبة برؤية عظمة سامية كهذه في مخلوق حقير مثل نفسي، سمعت هذه الكلمة: "يا ابنتي، نفسك ليست حقيرة لأنها صُنعت على صورتي" (راجع تك 1: 27). في يوم آخر، كنت أتأمّل في نفسي ذلك الحضور للأقانيم الإلهيّة الثلاثة. كان النور ساطعًا حتّى أنّه ما كان هناك أدنى شكّ في أنّه حضور الله الحيّ، الله الحقيقي... كنت أفكّر ما أمرّ الحياة إذ إنها تمنعنا من البقاء دائمًا برفقة هذا الحضور المميّز، حين... قال لي الربّ: "يا ابنتي، بعد هذه الحياة، لن تتمكّني من خدمتي كما تفعلين الآن. لذا، أكنت تأكلين أو تنامين، مهما كنت تفعلين، افعليه حبًّا لي، "فما أنتِ تحيين بعد، بل أنا أحيا فيك" (راجع غل 2: 20). هذا ما أعلنه القدّيس بولس.



#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.