29 May
29May

📜نتأمل مع جان تولير، راهب دومينيكاني في ستراسبورغ.


 «السلامَ أستَودِعُكُم وسَلامي أُعطيكم»


في أوقات التجربة، يجب على الإنسان الذي لا يريد سوى الله والذي لا يرغب بجدية إلاّ فيه، أن يحتمي به وينتظر بكلّ صبر أن تعود السكينة... مَن يعرف أين ومتى يطيب لله أن يعود ويغمره بمواهبه؟

 أمّا بالنسبة إليك، عليكَ أن تحتمي بالإرادة الإلهيّة بصبر؛ هذا أفضل بكثير من الاندفاع الذي تولّده الفضيلة... لأنّ مواهب الله ليست الله نفسه، ويجب ألاّ نتنعّم سوى به، لا بمواهبه. لكنّ طبيعتنا شرهة، ومنطوية على نفسها لدرجة أنّها تدخل في كلّ مكان، مستوليةً على ما ليس لها، مدنِّسة بذلك مواهب الله، ومعيقةً عمل الله النبيل... غُصْ أنتَ إذًا في الرّب يسوع المسيح، في فقره ونقائه، وفي طاعته، وفي محبّته وفي كلّ فضائله. ففيه أُعطِيَت للإنسان مواهب الرُّوح القدس: الإيمان والرجاء، والمحبّة، والحقّ، والفرح والسلام الداخليّان، في الرُّوح القدس. فيه أيضًا نجد التجرّد والصبر العذب، حيث نتلقّى كلّ شيء من الله بقلب مثيل. نحن نعلم بأنّ كلّ ما يسمح به الله وما يأمره، من ازدهار ومحنة، من فرح أو ألم، يساهم في خير الإنسان حيث "أنّ جَميعَ الأشياءِ تَعمَلُ لِخَيرِ الذينَ يُحِبّونَ الله" (رو 8: 28). إنّ أصغر الأشياء التي تحصل للإنسان هي مرئيّة بلا انقطاع من الله، وهي توجد فيه من قبل، وتحدث كما أرادها، لا بطريقة مختلفة. لنكن إذاً بسلام! هذا السلام في كلّ شيء، لا نتعلّمه إلاّ في التجرّد الحقيقي، والحياة الداخليّة... هذا هو نصيب الإنسان النبيل عندما يثبت بقوّة في راحة الرُّوح في الله، في رغبة الله وحده، الذي ينير كلّ شيء؛ كلّ هذا يتنقّى من خلال الرّب يسوع.



#Saintcharbel22 

#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.