إعترافات أسبوعيّة


كان يكره الخطيئة، ويهرب من أسبابها، حتّى البعيدة، وكان ينفر من ذكرها.

وكلّ الذين عرفوه يشهدون له بأنّه لم يرتكب خطيئة عرضيّة قصداً.

وما عُرِف عنه في حياته أنّه خالف وصايا الله والكنيسة والقوانين قطّ، بل كان يتألّم من مخالفة الغير لها.

ومع ذلك كان يحاسب نفسه كلّ مساء عن أعمال يومه كالتاجر الحكيم ليرى هل كان رابحاً في ذلك اليوم أم خاسراً.

فإن كان رابحاً يشكر الله ويسأل نعمة الإستزادة من النشاط في العمل ليزيد ربحه وأجره.

وإن كان خاسراً، ولو قليلاً، يأسف على الخسارة، ويأخذ المقاصد الفعّالة ليصلح الخلل.

وإعترافاته كانت متتالية في حياته العلمانيّة والرهبانيّة والكهنوتيّة، فكان يعترف، كلّ أسبوع مرّة.

وكان فطناً حكيماً، لا أثر عنده للوسواس لتعمّقه بعلم الروح الحقيقيّ، فما نبذ مشورة صالحة في حياته كلّها. 

وكان له في دير كفيفان مرشدان : الأب نعمةالله الكفري، الذي أصبح رئيساً عاماً فيما بعد، والقدّيس  نعمة الله الحرديني؛ وكان مرشده، في بدء حياته النسكيّة، الأب أليشاع الحرديني.

وبعد وفاة أليشاع، كان الأب ليباوس الراماتي، الذي نقل فيما بعد إلى محبسة دير القطّارة، وأخيراً الأب مكاريوس المشمشاني، الذي توفّي الأب شربل في حياته.


{شربليات}