شربل في عائلة مسلمة

شهدت صبيّة مسلمة من قب الياس :

في العام ١٩٩٤، كانت ليلة باردة جداً ، حيث كنت وإخوتي الصغار وحدنا في المنزل، بينما كانت أمّي مع أختي الصغيرة المريضة في المستشفى، وكنت خائفة جداً إذ كان عمري لا يتجاوز ١١ سنة، فدخل شيخ عجوز يرتدي ثوباً أسود وعلى رأسه قلنسوة ولحيته طويلة بيضاء، وقال : لا تخافي!

كانت المدفأة منطفئة لأنّه لا يوجد مازوت في البيت، فأتى بالصفيحة الفارغة، وملأ المدفأة وأشعلها.

وكان في المطبخ وعاء فيه حليب كانت أمّي تريد أن تطبخه رز بحليب.

فدخل الشيخ إلى المطبخ وطبخ الرز بحليب.

وعاد ودرّس إخوتي الصغار (وفي اليوم التالي كانت مسابقاتنا جميعا ٢٠\٢٠)، وهو يضع إصبعه على فمه ويقول : لا تخافوا. 

بعد ساعات عادت أمّي إلى المنزل.

ولمّا فتحت الباب، خرج الشيخ مسرعاً.

فقلت لأمّي : ما شفتي الشيخ اللي كان عنّا؟!

فقالت : لا!

من هو هذا الشيخ؟

فقلت لها : لقد طبخ الرزّ بحليب وأشعل النار، ودرّس إخوتي وقال لي : ما تخافي!

فقامت والدتي إلى المطبخ، ووضعت يدها على الطنجرة، فكانت لا تزال ساخنة.

فقالت : الحمد لله على كلّ شيء.

وبعد فترة قصيرة، ذهبنا مع والدتي إلى بيت صديقة لوالدتي وهي مسيحيّة، وقد علّقت صورة القدّيس شربل على جدار الصالون، فأشرت بيدي إلى الصورة وقلت لوالدتي : هذا هو الشيخ الذي أتى إلى بيتنا في تلك الليلة!

ما أجملك يا مار شربل!

إنّك حبيب الأطفال الخائفين!

تدفئهم وتدرّسهم وتطبخ لهم وتبقى معهم حتّى تعود والدتهم!



#شربل سكران بألله