04 Jun
04Jun




شهد جرجس ساسين :


رأيت مخلّع طبرجا، يوم أتوا به إلى ضريح القدّيس شربل، محمولاً على مركوب، ومحزّما ومسنّدا بمخدّات.
فأنزلوه على بوّابة الدير، وهو لا يقدر أن يحرّك لا يده ولا رجله.
وكنتُ حاضراً لمّا وضعوه في البوّابة.
ثمّ حملوه إلى الغرفة الموضوع بها ضمن الدير للجهة الشماليّة الغربيّة.
وإسمه بشارة أنطون القزّي.
وعلى ما فهمتُ من رفاقه أنّه من صغره مصاب بداء الفالج، وفي عمر الـ ١٥ سنة إشتدّ عليه المرض وأقعده عن المشي وأمست يده اليمنى يابسة بدون حراك.
وبعد أن بقي مدّة وجيزة، أنزلوه إلى البوّابة حيث وُضِع أوّلا.
فبدأ يحرّك يديه ورجليه بسهولة يمدّها ويردّها، على مرأى منّي، ثم ذهبوا إلى قريته.
وفي الربيع التالي، رأيته قادماً إلى الدير ماشيا فسألته : أنت الذي تدعى بشارة القزّي الذي أتيت في الصيف الماضي إلى هذا الدير؟ فأجاب: نعم أنا هو، قد شفيت من مرضي، وأنا آتٍ الآن لزيارة الشكر للأب شربل، وأنا لولاه ما مشيت كلّ حياتي.
وكلّ سنة يأتي مرّتين في الصيف وفي الربيع، جامعاً بعض نذورات للأب شربل يؤدّيها ويعود دون أن يأكل.
وسألته لماذا لا تأكل في الدير؟ فأجابني : أنا هكذا ناذر!



ويضيف الأخ فرنسيس قرطبا :


وإذ كنتُ في الدير متولِّيا خدمة الزوّار، جاء إليّ بشارة القزّي من طبرجا، حاملاً قفّة على ظهره فيها نذورات، من حبوب وشرانق وغيره.
سلّمني إيّاها قائلاً : هذه جمعتها صدقات للدير، إقراراً بفضل القدّيس شربل عليّ، عرفاناً بجميله!
وكان الرئيس كلّ سنة يقول له : يا إبني خذ ما جمعته من النذور لك، لأنّك فقير.


ويخبر عيد نكد :


وقد طلب بشارة أن يزور البيت الذي ولد وتربّى فيه الأب شربل.
فسألناه عن السبب.
فأخبرنا أنّه كان مكرسحاً وشفاه الأب شربل، وأنّه يطوف كلّ سنة في قرى لبنان، ويخبر بفضل القدّيس، ويجمع الصدقات ليقدّمها له.
فإحتفلنا به، لاسيّما والدتي.
وظلّ يتردّد على بقاعكفرا، لهذه الغاية، نحو ثلاث سنوات.


#شربل سكران بألله

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.